الإثنين   
   24 11 2025   
   3 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 12:29

يوميات معركة أولي البأس.. اليوم الثالث والستّون

سلسلة “أُولي البأس”… ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة.

“أُولي البأس”… حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.

الأحد الأسود… بهذه العبارة وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا اليوم البطولي الطويل، حيث أنه وبعد مرور شهرين على بدء ما أسماها العدو الإسرائيلي “المناورة البرية في جنوب لبنان”، وبعد تبجح قادة العدو الإسرائيلي بتصريحات جوفاء عن هزيمة حزب الله وتدمير قدراته، قالت المقاومة الإسلامية كلمتها، تل أبيب تحت النار، 4 ملايين مستوطن في الملاجئ، دبابات الميركافا تحترق على تراب جنوب لبنان.

وفِي إِطارِ الرَّدِّ عَلَى العُدوانِ الإِسرائيليِّ، وَدِفاعًا عَن لُبنانَ وَشَعبِهِ، نَفَّذَتِ المُقاوَمةُ الإِسلاميَّةُ يَومَ الأحد، الواقِعَ فِيهِ 24 مِن تِشرينَ الثّانِي 2024، 50 عَمَلِيَّةً عَسكَرِيَّةً، استَهدَفَت فِي مُعظَمِها مُستَوطَناتٍ، مَواقِعَ، ثَكَناتٍ، وَتَجَمُّعاتٍ تَابِعَةً لِقُوّاتِ العَدوِّ الإِسرائيليِّ عِندَ الحُدودِ اللُّبنانيَّةِ – الفِلسطينيَّةِ، بِاستِخدامِ المسيّرات الانقضاضيّة والصَّواريخِ وَالقَذائِفِ المَدفَعِيَّةِ.

عَلى صَعيدِ المُواجَهاتِ البَرِّيَّةِ، سطّر الرماة الماهرون في المقاومة الإسلامية عمليات نوعية ضد قوات العدو الإسرائيلي التي حاولت التقدم باتجاه بلدتي البياضة ودير ميماس، حيث تمكنوا من تدمير 4 دبابات ميركافا بصواريخ موجّهة خلال نصف ساعة، عند تحركها في الأطراف الشرقية لبلدة البياضة، وأوقعوا أطقمها بين قتيل وجريح، وعند محاولة دبابة ميركافا أخرى التقدم لسحب دبابة من الدبابات المُدمّرة، استهدفها المجاهدون، بصاروخٍ موجّه، ما أدى إلى تدميرها. كما واستهدف الرماة الماهرون دبابة ميركافا، على تلة اللوبيا عند الأطراف الغربية لبلدة دير ميماس، بصاروخ موجّه ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، وعند محاولة قوة إسرائيلية التقدم لسحب الدبابة المُدمّرة على تلة اللوبيا، استهدفها المجاهدون بصليةٍ صاروخية.

وأثناء انسحاب قوّات جيش العدو الإسرائيلي من أطراف بلدة البياضة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها، رصد مجاهدو المقاومة مجموعة من القوة المنسحبة تحصنت في أحد المنازل عند الأطراف الجنوبية للبلدة، فاستهدفوها بالأسلحة المباشرة، ما أدى إلى تدمير المنزل ووقوع أفراد المجموعة بين قتيل وجريح.

كما ورصد المجاهدون ‏تحركات لقوة مشاة إسرائيلية غربي موقع الراهب مقابل بلدة عيتا الشعب، فاستهدفوها بصاروخٍ موجّه، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

وَقَصَفَتِ القُوَّةُ الصَّاروخِيَّةُ فِي المُقاوَمةِ، بِصَلِيّاتٍ صاروخِيَّةٍ، عَدَدًا مِنَ القَواعِدِ العَسكَرِيَّةِ وَالمُستَوطَناتِ وَالمُدُنِ فِي شَمالِ فِلسطينَ المُحتلَّةِ، وَمِنها:

• مرابض مدفعية العدو ‏الإسرائيلي في مستوطنة ديشون.
• قاعدة بيريا وهي القاعدة الأساسية للدفاع الجويّ والصاروخي التابع ‏لقيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو الإسرائيلي.
• قاعدة شراغا حيث المقر الإداري لقيادة لواء غولاني شمالي مدينة عكا المُحتلّة.
• قاعدة دادو وتضم مقر قيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو الإسرائيلي.
• قاعدة ميشار وتضم مقر ‏الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية في جيش العدو الإسرائيلي.
• معسكر الـ 100 وهو معسكر تدريب للقوات البرية في جيش العدو الإسرائيلي شمال مستوطنة أييليت هشاحر.
• مرابض مدفعية العدو ‏الإسرائيلي شمالي شرق مستوطنة جعتون.
• قاعدة زفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا المُحتلّة.
• مستوطنات، ميرون، يسود همعلاه، سعسع، حتسور هغليليت، ومعالوت ترشيحا.
• مدينة صفد المحتلّة

وفي إطار سلسلة عمليات خيبر، ورداً على استهداف العاصمة اللبنانية، استهدفت المقاومة الإسلامية، بعمليّة مركّبة، هدفاً عسكريّاً في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وحقّقت العملية أهدافها. كما واستهدفت القوة الصاروخية، بصليةٍ من الصواريخ النوعية، قاعدة غليلوت حيث مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كلم، في ‏ضواحي مدينة تل أبيب، و قاعدة حيفا البحريّة التي تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال ‏مدينة حيفا المُحتلّة.

وفي نفس الإطار، شَنَّتِ القُوَّةُ الجَوِّيَّةُ فِي المُقاوَمةِ هجومًا جويّا، بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، وللمرّة الأولى، على قاعدة أشدود البحريّة، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم، وأصابت أهدافها بدقّة.

وشَنَّتِ القُوَّةُ الجَوِّيَّةُ فِي المُقاوَمةِ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على غرفة عمليّات مُستحدثة لجيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة المطلة.

في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع تصعيد غير مسبوق في هذا اليوم، حيث أُطلق حزب الله أكثر من 340 صاروخًا منذ الصباح باتجاه شمال ووسط “إسرائيل” واماكن تواجد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. وسقطت صواريخ في تل أبيب وأدت إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المستوطنين ودمار كبير في المباني.

من جانبه، تساءل المراسل العسكري لموقع والاه العبري بعد تصعيد حزب الله خلال هذا اليوم بقوله، ألم يخبرنا الجيش الإسرائيلي أنه دمر ٨٠٪ من قدرات حزب الله الصاروخية؟

وَقَد سُجِّلَ فِي هَذا اليَومِ إِطلاقُ صَفّاراتِ الإِنذارِ 56 مَرَّةً فِي مُختَلِفِ مَناطِقِ شمال فِلسطينَ المُحتلَّةِ، وَتَرَكَّزَت فِي معظم مُستَوطَناتِ الجَليلِ الأَعلَى وإصبع الجليل، وَعَلى الخَطِّ السّاحِلِيِّ مِن رَأسِ النّاقُورَةِ شَمالًا حَتّى منطقة تل أبيب جَنُوبًا.

المصدر: الاعلام الحربي