الثلاثاء   
   25 11 2025   
   4 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 11:10

خروق متواصلة لوقف اطلاق النار في غزة وتحذيرات أممية من الأوضاع الإنسانية في القطاع

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بشكل متصاعد، خرق اتفاق الهدنة عبر سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي وعمليات النسف التي طالت مناطق متعددة شرق قطاع غزة، خاصة في مدينتي خان يونس وغزة، وذلك في اليوم السادس والأربعين لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى برعاية دولية.

وأعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد مواطن فلسطيني متأثرًا بجراحه، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال في بلدة بني سهيلا داخل “الخط الأصفر” شرقي خان يونس، في أعقاب قصف جوي استهدف مجموعة من المواطنين في المنطقة ذاتها.

وفي السياق نفسه، أفادت مصادر ميدانية بأن طائرة حربية إسرائيلية شنت غارة جديدة خلف الخط الأصفر شرقي خان يونس، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي مكثف استهدف المناطق الشرقية للمدينة، إضافة إلى غارات باتجاه منطقة الشيخ ناصر شرقي المحافظة.

كما قامت زوارق الاحتلال الحربية صباح الثلاثاء بإطلاق النار في عرض البحر قبالة شواطئ مدينة رفح، ما أدى إلى تصاعد التوتر في المناطق الساحلية جنوب القطاع.

وشهدت المناطق الواقعة خلف “الخط الأصفر” شرقي قطاع غزة عمليات نسف جديدة للمباني، إذ واصل جيش الاحتلال تدمير عدد من المنشآت شرقي غزة وخان يونس، في خرق واضح وصريح لبنود الهدنة.

وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال صعّدت من عملياتها شرق القطاع عبر قصف مدفعي متواصل، تزامنًا مع عمليات النسف التي طالت مباني ومنشآت سكنية.

وفي حادثة منفصلة، ذكر الدفاع المدني أن طواقمه تعاملت فجر اليوم مع ثلاث إصابات ناجمة عن انفجار جسم متفجر قرب مفترق مسجد حسن البنا في حي الأمل بمدينة خان يونس.

إلى ذلك، أشارت مصادر طبية إلى وصول طفل مصاب بشظايا إلى مستشفى الهلال الأحمر فجر الثلاثاء، جرّاء غارة شنتها طائرات الاحتلال على أحد المواقع شرقي خان يونس.

ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الاحتلال، لليوم السادس والأربعين على التوالي، في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، عبر تنفيذ عمليات عسكرية مختلفة تشمل القصف والنسف وإطلاق النار، وسط تحذيرات متزايدة من انهيار الهدنة جراء عدم التزام الاحتلال بوقف العدوان.

انتشال رفات 14 شهيداً من تحت أنقاض منزل لعائلة أبو حامدة بمخيم المغازي

أعلن الدفاع المدني أن طواقمه، بالتعاون مع لجنتي الطوارئ وإدارة “جثامين الشهداء” في المحافظة الوسطى، تمكنت من انتشال رفات 14 شهيداً من تحت أنقاض منزل سكني لعائلة “أبو حامدة” في منطقة “بركة الوز” بمخيم المغازي، كان قد استُهدف من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة وهم بداخله.

وأوضح الدفاع المدني، في بيان صادر اليوم الثلاثاء، أن المنزل المؤلف من ثلاثة طوابق سُوي بالأرض بالكامل نتيجة الاستهداف. وتم التعرف على الشهداء من قبل ذويهم، بينهم أطفال ونساء، ونقلوا جميعاً إلى مستشفى شهداء الأقصى لإجراء الفحوص اللازمة لدى قسم الطب الشرعي تمهيداً لدفنهم.

وأكد الدفاع المدني في بيانه أن طواقمه ستواصل عمليات البحث عن جثامين الشهداء الذين لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض، رغم الظروف الصعبة وانعدام المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ.

الأمم المتحدة: أوضاع غزة لا تزال قاتمة وسط تحذيرات من عنف يهدد وقف إطلاق النار

أكد رامز الأكبروف، نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال قاتمة، مشددًا على أن العديد من الأسر عاجزة عن شراء الدجاج واللحوم رغم توفر السلع الغذائية الأساسية وتحسن أسعارها.

وفي إحاطة قدّمها لمجلس الأمن مساء الاثنين، أشار الأكبروف إلى استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه الأمم المتحدة وشركاءها في توفير مواد الإيواء، من خيام وبطانيات، مع اقتراب فصل الشتاء، داعيًا إلى إيجاد حلول عاجلة لهذه التأخيرات لضمان حماية المدنيين.

وحذّر المسؤول الأممي، الذي زار القطاع الأسبوع الماضي، من أن استمرار العنف يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، مطالبًا جميع الأطراف بضبط النفس والالتزام بتعهداتها بموجب الاتفاق.

وفي هذا السياق، دعا الأكبروف السلطات الإسرائيلية إلى توسيع قدرات المعابر والتعجيل في السماح بدخول الإمدادات الإنسانية، مؤكدا أن القرارات التي تُتخذ الآن ستحدد مصير وقف إطلاق النار، ما إذا كان سيصمد أو سينهار.

وشدد على ضرورة التنفيذ الكامل للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والتوصل بسرعة إلى آليات واضحة للمراحل التالية، مشيرًا إلى أن الهدنة صمدت بمعظمها منذ بدء تطبيقها الشهر الماضي، رغم أن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على المناطق السكنية تسببت في وقوع العديد من الضحايا ودمار كبير.

كما حذر الأكبروف من تصاعد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وما يرافقه من انتشار للبؤر الاستيطانية وأعمال العنف، بما فيها عنف المستوطنين وعمليات التهجير والإخلاء، معتبراً أن هذه الظواهر بلغت مستويات “مثيرة للقلق”.

وأضاف أن عنف المستوطنين بلغ “مستويات طارئة”، موضحًا أن الأمم المتحدة سجّلت أعلى معدل لهجمات المستوطنين على الفلسطينيين منذ بدء رصدها، خصوصًا خلال موسم قطف الزيتون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث سُجّل معدّل 8 هجمات يوميًا.

وأشار الأكبروف إلى أن هذه الاعتداءات أسفرت عن إصابات بين المزارعين وتدمير أشجار الزيتون ومصادر رزق المواطنين، لافتًا إلى فشل القوات الإسرائيلية في كثير من الحالات في منع هذه الجرائم أو حتى تواطئها مع المعتدين.

المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام + شهاب