الأربعاء   
   03 12 2025   
   12 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 14:03

“ظفر 2” جاهز للإطلاق… خطوة فارقة في منظومة الفضاء الإيرانية

يستعد القطاع الفضائي الإيراني لحدث بارز مع اكتمال جاهزية قمر “ظفر 2” لإطلاقه في 28 كانون الأول/ديسمبر، إلى جانب القمرين “كوثر 1.5” و”بايا”، عبر الصاروخ الروسي “سويوز” من قاعدة فوستوشني.

وتُعد هذه العملية محطة مهمة في الانتقال من مرحلة الاختبارات إلى التشغيل العملي للأقمار الإيرانية.

يُذكر أن “ظفر 2» ليس مشروعاً طارئاً، بل ثمرة أكثر من عشر سنوات من العمل البحثي في جامعة علم وصنعت، التي أطلقت أول أقمارها «نويد» عام 2011، ثم «تدبير» عام 2013 و«ظفر 1» عام 2020.

القمر الجديد هو رابع إنجاز فضائي للجامعة، وقد صُمّم باستخدام 64 وحدة متقدمة و64 ألف قطعة ميكانيكية وإلكترونية، واستُثمر في تطويره نحو 340 ألف ساعة عمل من الخبرات الجامعية.

ظفر 1… تجربة قادت إلى التطوير

ولاستيعاب أهمية الجيل الجديد، تعود الذاكرة إلى «ظفر 1» الذي أُطلق بصاروخ «سيمرغ» عام 2020 وتمكن من إرسال بيانات لمدة سبع دقائق والوصول إلى ارتفاع 540 كيلومتراً، لكنه فشل في بلوغ السرعة النهائية المطلوبة للدخول إلى المدار. ورغم سقوطه في المحيط الهندي، وفرت التجربة بيانات حساسة ساعدت في تحسين أداء أنظمة الإطلاق، وهو ما تُوّج لاحقاً بنجاح «سيمرغ» في فبراير 2024.

قفزة تقنية في «ظفر 2»

هذا ويتميز القمر الجديد بقدرات متقدمة مقارنة بسابقه:

تطوير منظومة التصوير: من كاميرات أحادية بدقة 25 متراً إلى كاميرات متعددة الأطياف (ملونة) بدقة 16 متراً.

نظام تخزين وإرسال متطور (S&F): يتيح التواصل مع 256 محطة أرضية، ويستقبل البيانات من المناطق النائية مثل المنصات النفطية والسفن، ثم ينقلها إلى المركز الرئيسي. كما يوفّر اتصالاً صوتياً أحادياً وإرسال رسائل بين المستخدمين ضمن نطاق تغطية القمر.

محمولة قياس الإشعاع: أجهزة لرصد تأثير الإشعاعات الكونية على الأنظمة الإلكترونية، وهو عنصر حاسم في تطوير أقمار طويلة العمر.

مهام حيوية لإدارة الموارد والأزمات

إلى ذلك، فإن البيانات التي سيقدمها «ظفر 2» تلعب دوراً مباشراً في دعم القطاعات الوطنية، أبرزها:

الزراعة: رسم خرائط دقيقة للمحاصيل ومتابعة نموها.

المياه: مراقبة البحيرات الدائمة والموسمية مثل بحيرة أرومية، وقياس تغيّر ضفاف الأنهار.

إدارة الكوارث: توفير صور عاجلة لمناطق الزلازل والفيضانات والحرائق ومصادر الغبار.

التخطيط الحضري: مراقبة التوسع العمراني وإعداد خرائط استخدامات الأراضي.

خطوة فارقة في منظومة الفضاء الإيرانية

كذلك، فإن إطلاق «ظفر 2» يمثل تتويجاً لدورة كاملة من تطوير التكنولوجيا الفضائية محلياً، من التصميم الجامعي حتى الإطلاق عبر شريك دولي، وذلك في خطوة تعكس سعي إيران لاستخدام الفضاء كأداة لتعزيز الأمن الغذائي وإدارة المياه وحماية البيئة.

المصدر: موقع المنار+مهر