الأربعاء   
   03 12 2025   
   12 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 22:00

مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية لقناة المنار الاربعاء 3\12\2025

اتخذت الدولةُ اللبنانيةُ قراراتِها وعليها ان تتحملَ تداعياتِها ..
فبعدَ طولِ تنازلاتِها دونَ مقابل، كانت الدولةُ قد اكدت الّا خطوةَ لبنانيةً اضافيةً تِجاهَ العدوِ دونَ وقفِ اعتداءاتِه، لكنها قررت اليومَ تكليفَ مدنيٍّ هو السفيرُ سيمون كرم لرئاسةِ الوفدِ اللبنانيّ الى لجنةِ الميكانيزم، مقابل الوفدِ الصهيونيّ الذي يرأسه العضو بمجلسِ الامنِ القومي “أوري رسنيك”..
بَررت السلطةُ الخطوةَ بانها من أجلِ الدفاعِ عن سيادةِ لبنانَ وسلامةِ أراضيهِ ومصالحِه العليا، واَتبعَتْها بانها تجاوبٌ مع المساعي المشكورةِ من حكومةِ الولاياتِ المتحدةِ الأميركية.. فايُ تجاوبٍ وايُ مساعٍ اميركية؟ فهل من تَعَهُّدٍ اميركيٍّ جديدٍ للبنانَ بوقفِ الاعتداءاتِ والخروقاتِ الصهيونيةِ اذا ما اقدمَ على مثلِ هذه الخطوة ؟ ام انَ هناكَ ما لا يَعلمُ به اللبنانيون ويَعملُ عليه القيمون؟ لا داعي لانتظارِ الاجوبةِ فالمُسيّراتُ الصهيونيةُ التي كانت تحلقُ فوقَ القصرِ الجمهوري وبيروتَ وضاحيتِها وعمومِ القرى الجنوبيةِ بالتزامنِ مع اجتماعِ لجنةِ الميكانيزم بوجوهِها الجديدة، دليلٌ جديدٌ وجوابٌ وافٍ وصريحٌ على كذَبِ كلِّ الوعودِ والعُهودِ الاميركية.
ومع ترحيبِ السفارةِ الاميركيةِ بالخطوةِ اللبنانيةِ التي وَضعتها على طريقِ الحوارِ المدنيِّ المستدامِ وتعزيزِ السلامِ الدائمِ على طرفيِّ الحدود ، هللَ الصهاينةُ للقرارِ اللبناني معتبرينَ انه انجازٌ لحكومةِ نتنياهو على طريقِ التطبيعِ مع لبنان.
واِن اعتبرَ رئيسُ الحكومةِ نواف سلام انَ الاسرائيليينَ ذهبوا بعيداً في تفسيرِ الخطوةِ اللبنانية ، فانه ذهبَ بعيداً بطمأنةِ الاسرائيلي ، معلناً انفتاحَهُ على أنْ تَتحققَ قواتٌ أمريكيةٌ وفرنسيةٌ مما سماها المخاوفَ بشأنِ مستودعاتِ أسلحةِ حزبِ الل المتبقيةِ في الجنوب..
فماذا تبقَّى من سيادةٍ وطنية؟ وهل هكذا تُستعادُ الارضُ والحقوق؟ وهل هكذا يكونُ الدفاعُ الدبلوماسيُ عن مصالحِ الوطنِ العليا؟
لقد خَطَتِ الدولةُ اللبنانيةُ خطوةً نحوَ المجهولِ دونَ اثمانٍ مضمونة، وحتى نرى ما ستكونُ عليه الامورُ فانَ اهلَ الارضِ عندَ موقفِهم: لا تنازلَ عن الحقوقِ ولا استسلام..
بقلم علي حايك
تقديم كوثر الموسوي نون

المصدر: موقع المنار