الخميس   
   04 12 2025   
   13 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 22:47

اشتباكات سيئون في اليمن تكشف تصاعد صراع النفوذ في المحافظات الجنوبية بين الرياض وأبو ظبي

سيطرت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي على مواقع استراتيجية في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، بعد معارك عنيفة اندلعت مع قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحكومة عدن المعينة من الرياض، في أحدث مشهد يعكس حالة الفوضى والصراع المسلح التي تعيشها المحافظات الجنوبية والشرقية.

ووفقًا لمصادر ميدانية، تمكّن مسلحو الانتقالي من السيطرة على القصر الجمهوري، ومقر المنطقة العسكرية الأولى، بالإضافة إلى مطار سيئون الدولي، عقب ساعات من الاشتباكات التي شهدتها المدينة.

وأظهرت المشاهد الواردة انتشارًا واسعًا للمقاتلين في الشوارع الرئيسة وتحركهم نحو مبانٍ حكومية قبل فرض السيطرة عليها.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة الصراع بين الجماعات المسلحة الموالية للسعودية والإمارات في مناطق جنوب وشرق البلاد، حيث يشهد المشهد الأمني حالة من الانفلات تقودها تدخلات خارجية تعبث بمحافظات حيوية تزخر بالثروات الطبيعية والمواقع البحرية والبرية المهمة.

وتبرز محافظة حضرموت، الأكبر مساحة والأغنى بالثروات النفطية، في قلب هذا الصراع، خاصة بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لمسلحي الانتقالي القادمة من عدن، ضمن تحركات تسعى لفرض معادلة نفوذ جديدة تخدم مصالح القوى المتصارعة.

وتشير مصادر إلى أن تحرك الانتقالي نحو سيئون يأتي ضمن مخطط تقوده أبو ظبي، بتنسيق مع أجهزة استخبارات بريطانية وأمريكية، في إطار مساعٍ لإعادة إنتاج الحقبة الاستعمارية التي انتهت قبل 58 عامًا بخروج البريطانيين من جنوب اليمن.

ويتمثل هذا التحرك في جزء من صراع النفوذ السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية، خصوصًا في حضرموت التي تمثل مركز الثقل الاقتصادي والتجاري بفضل ثرواتها النفطية وموقعها الحيوي على بحر العرب، ما يجعل السيطرة عليها هدفًا مباشرًا للقوى الإقليمية والدولية الطامعة.

وتتزايد الدلائل على رعاية واشنطن ولندن لمخططات ترمي إلى إحكام السيطرة على اليمن ونهب موارده النفطية والتحكم بموانئه وممراته البحرية الاستراتيجية، في محاولة لإعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي بما يخدم المصالح الأجنبية في اليمن.

المصدر: يونيوز