الخميس   
   04 12 2025   
   13 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 19:58

مفوض الأمم المتحدة يحذر من خطر فظائع جديدة في كردفان مع تصاعد القتال ومعاناة إنسانية متفاقمة​

حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن السودان يواجه خطرا وشيكا لموجة أخرى من الفظائع، وسط تصاعد القتال العنيف في أنحاء إقليم كردفان.

وأوضحت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، في بيان، أنها وثقت منذ سيطرة قوات الدعم السريع، في 25 أكتوبر/تشرين الأول، على مدينة بارا بشمال كردفان، مقتل ما لا يقل عن 269 مدنيا جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي والإعدامات الميدانية، مرجحة أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت وما يسببه من صعوبات في توثيق الانتهاكات.​

وأشار البيان إلى ورود تقارير عن عمليات قتل انتقامية واعتقالات تعسفية واختطاف وعنف جنسي وتجنيد قسري، بما في ذلك لأطفال، إلى جانب احتجاز العديد من المدنيين بتهمة “التعاون” مع الأطراف المتقاتلة، وهي القوات المسلحة السودانية من جهة، وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال من جهة أخرى، في ظل تزايد القلق من استخدام خطاب كراهية تقسيمي يؤجج الاستقطاب.

ووصف تورك تكرار هذه الانتهاكات بأنه “أمر صادم حقا”، قائلا إن التاريخ يعيد نفسه في كردفان بعد وقت قصير من الأحداث المروعة في الفاشر، مؤكدا أن المجتمع الدولي كان قد أدان بقوة ما جرى هناك، ولا ينبغي السماح بأن تلقى كردفان المصير نفسه.​

وذكّر البيان بحادثتين بارزتين؛ أولاهما في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني عندما أصابت غارة جوية بطائرة مسيرة نُسبت لقوات الدعم السريع خيمة عزاء في مدينة الأُبيض بشمال كردفان، مما أسفر عن مقتل 45 شخصا، معظمهم من النساء، والثانية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني حين أدت غارة جوية شنتها القوات المسلحة السودانية في كاودا بجنوب كردفان، حسب تقارير، إلى مقتل ما لا يقل عن 48 شخصا، معظمهم من المدنيين.

وأكدت المفوضية أن القتال العنيف مستمر بلا هوادة في ولايات كردفان الثلاث، متسببا في سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، مع تعرّض مدينتي كادقلي والدلنج في جنوب كردفان لخطر خاص جراء حصارهما من قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، إلى جانب مدينة الأُبيض في شمال كردفان التي تُحاصرها قوات الدعم السريع جزئيا.​

وشدد البيان على أن الوضع الإنساني في الإقليم حرج للغاية، مع تأكيد وجود مجاعة في كادقلي وخطر وشيك للمجاعة في الدلنج، في وقت تواصل فيه جميع الأطراف عرقلة وصول المساعدات الإنسانية وعملياتها.

ودعا تورك إلى عدم الصمت أمام “كارثة أخرى من صنع الإنسان”، مطالبا بوقف فوري للقتال والسماح العاجل بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى من يواجهون خطر الجوع والمجاعة.​

المصدر: الجزيرة نت