الثلاثاء   
   09 12 2025   
   18 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 23:09

واشنطن تفرض عقوبات على شبكة كولومبية تجنّد مقاتلين لصالح قوات الدعم السريع في السودان

فرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عقوبات على شبكة عابرة للحدود، يتكون معظم أعضائها من كولومبيين، تتولى تجنيد مقاتلين لصالح قوات الدعم السريع في السودان، في وقت تواصل فيه واشنطن جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين.​

وأجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، محادثات هاتفية مع نظيريه المصري بدر عبد العاطي والسعودي فيصل بن فرحان، تناولت “الحاجة الملحة إلى تحقيق تقدّم في جهود السلام في السودان”، وفق بيانين لوزارة الخارجية الأميركية.

وتستمر الحرب منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 12 مليون شخص داخل السودان وخارجه، وتدمير واسع للبنية التحتية، في أزمة تصفها الأمم المتحدة بأنها “الأسوأ إنسانياً” في العالم حالياً.​

وشددت واشنطن في الأشهر الأخيرة لهجتها تجاه قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في السودان، داعية إلى وقف كل أشكال الدعم لها ومنع تزويدها بالسلاح. وترافقت العقوبات الجديدة مع تكثيف المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار، إذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه على العمل لإنهاء “الفظائع المروعة” المرتكبة في السودان.​

وفي موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على شبكة “تجنّد عسكريين كولومبيين سابقين وتدرّب عناصر، من بينهم أطفال، للقتال ضمن صفوف قوات الدعم السريع السودانية”، بحسب بيان لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الوزارة.

وأوضح وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي أن قوات الدعم السريع “أظهرت مراراً استعدادها لاستهداف المدنيين، بمن فيهم الرضّع والأطفال الصغار”، معتبراً أن وحشيتها عمّقت الصراع وهددت استقرار المنطقة.​

وتشمل العقوبات أربع كيانات وأربعة أفراد، من بينهم الإيطالي – الكولومبي ألفارو أندريس كويخانو بيسيرا، وهو ضابط كولومبي سابق مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، متهم بالاضطلاع “بدور أساسي في تجنيد العسكريين الكولومبيين السابقين ونشرهم في السودان”.

ووفق وزارة الخزانة، يعمل هؤلاء المجنَّدون كعناصر مشاة ومدفعية ومشغلي طائرات مسيّرة وسائقين ومدربين ميدانيين، بل شارك بعضهم في تدريب أطفال على القتال لصالح قوات الدعم السريع.​

وتنص العقوبات على حظر دخول المشمولين بها إلى الولايات المتحدة، وتجميد أي أصول محتملة لهم داخل النظام المالي الأميركي، ومنع تقديم أي دعم مالي أو مادي لهم من أشخاص أو جهات خاضعة للاختصاص الأميركي.

وأشارت واشنطن إلى أن مئات الجنود الكولومبيين السابقين شاركوا في القتال بالسودان إلى جانب قوات الدعم السريع منذ أيلول/سبتمبر 2024، ضمن وحدات خاضت معارك في الخرطوم وأم درمان وولايات كردفان والفاشر في دارفور، حيث سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي.​

المصدر: أ.ف.ب.