الأربعاء   
   10 12 2025   
   19 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 19:30

السيد الحوثي: أمتنا الإسلامية تعيش حالة ضعف غير مسبوقة

وجّه قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كلمة في مناسبة ذكرى مولد الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، وفي اليوم العالمي للمرأة المسلمة، قدّم فيها التهاني للأمة الإسلامية عامة، وللمرأة المسلمة في مختلف أنحاء العالم بصورة خاصة، مؤكداً أن المناسبة تمثل محطة إيمانية وروحية لإحياء القدوة الرفيعة في شخصية السيدة الزهراء التي وصفها بـ”النموذج الأكمل للمرأة المسلمة”.

وأكد السيد الحوثي أن الاحتفاء بهذه الذكرى هو احتفاء بمقام عظيم يتجلى فيه كمال الإيمان والارتقاء الأخلاقي والإنساني، مشيراً إلى أن السيدة الزهراء تعدّ نموذجاً ملهمًا لكل النساء المسلمات بما بلغته من مكانة رفيعة شهدت لها النصوص النبوية المتواترة لدى مختلف المذاهب الإسلامية.

واعتبر السيد الحوثي أن من أهم ما ينبغي تكريسه اليوم هو تعزيز هذا النموذج في وجدان المرأة المسلمة في زمن تتعرض فيه الأمة لـ”حرب شيطانية ناعمة” تهدف إلى ضرب الهوية الإيمانية وصناعة ثقافات منحرفة وولاءات تناقض نهج الإسلام. واستشهد بآيات قرآنية تحذّر من موالاة أعداء الأمة، وتكشف محاولاتهم إضلال المجتمعات الإسلامية.

وأشار السيد الحوثي إلى أن أمتنا الإسلامية — رغم إمكاناتها الهائلة وعددها البشري الكبير — تعيش حالة ضعف غير مسبوقة نتيجة الحرب الناعمة التي أصابت وعيها وقيمها، معتبراً أن مشاهد الذل والشتات والتبعية التي تطغى على واقع معظم دول العالم الإسلامي دليل على نجاح الأعداء في التأثير عليها. وأكد أن من أبرز مظاهر هذا الضعف الموقف الرسمي العربي والإسلامي تجاه ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية على يد “العدو اليهودي الصهيوني وشريكه الأمريكي وصهاينة الغرب”.

وتوقف السيد الحوثي عند الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، وفي مقدمتها قتل الأطفال والرضّع وتجويعهم، وقتل النساء على اختلاف أعمارهن وأوضاعهن، وصولًا إلى انتهاك الكرامة الإنسانية والاعتداء على الأعراض. وأشار إلى أن هذه الفظائع حرّكت شعوباً عبر العالم للتظاهر والتعبير عن الرفض، بينما غاب أي تحرك مماثل على مستوى معظم الدول العربية والإسلامية.

وأضاف السيد الحوثي أن الأسوأ هو تقديم بعض الأنظمة العربية الدعم الاقتصادي والمالي والإعلامي والاستخباراتي للكيان الإسرائيلي، إلى جانب دورها في تعطيل أي جهد فاعل لنصرة الشعب الفلسطيني، معتبراً ذلك دليلاً واضحاً على ما وصفه بـ”الانحدار الأخلاقي والإنساني وفقدان الرؤية والبصيرة”.

وفي سياق حديثه عن انعكاسات “النفاق السياسي”، قدّم السيد الحوثي مثالاً يتعلق بجهات مسيطرة على سوريا، متهماً إياها بإعلان الولاء للولايات المتحدة، والسعي لإقامة علاقة مع الإسرائيليين، رغم تعرض الأراضي السورية لغارات تجاوزت ألف ضربة واحتلال امتدّ إلى 800 كيلومتر، إضافة إلى عمليات اقتحام واعتقال ونشاط مستمرّ للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.

وحمّل السيد الحوثي غياب الوعي والبصيرة عن معظم الأنظمة والنخب والشعوب الإسلامية مسؤولية استمرار هذا الوضع، مؤكداً أن مواجهة هذه الحرب الناعمة تبدأ من العودة إلى المناسبات الدينية واستلهام نور الهداية منها. ودعا إلى الاستفادة من ذكرى مولد السيدة الزهراء في تجديد القيم الإيمانية وتصحيح المفاهيم وكشف التضليل الذي تتعرض له الأمة.

وختم السيد الحوثي بالتأكيد على أن الارتباط بالقرآن الكريم وبالرسول الأعظم يمثل الطريق الأسمى نحو الارتقاء الإنساني، مستشهداً بسيرة السيدة الزهراء باعتبارها نموذجاً روحياً وحضارياً قادراً على إعادة الأمة إلى موقعها الطبيعي، واستعادة عزتها ودورها الرسالي في حماية المستضعفين ومواجهة الطغيان ونشر نور الهداية الإلهية للعالمين.

المصدر: الاعلام الحربي اليمني