السبت   
   13 12 2025   
   22 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 12:50

العمليات العسكرية تتواصل بين تايلاند وكمبوديا رغم وساطة ترامب

أعلنت تايلاند السبت أنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد كمبوديا، رغم تأكيدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن البلدين الجارين في جنوب شرق آسيا توصلا إلى اتفاق لوقف القتال بعدما أجرى اتصالات هاتفية معهما.​

وقال رئيس الوزراء أنوتين تشارنفيراكول في منشور على فيسبوك: “ستواصل تايلاند عملياتها العسكرية إلى أن نتخلص من أي ضرر أو تهديد لأرضنا وشعبنا”، مضيفًا أن “أفعالنا هذا الصباح كانت كافية للتعبير عن موقفنا”.

وقد أكدت السلطات العسكرية التايلاندية شنّ “ضربات انتقامية” على أهداف كمبودية في الساعة 5:50 صباحًا (22:50 ت غ الجمعة).​

من جانبها، صرّحت وزارة الدفاع الكمبودية عبر منصة “إكس” أن “القوات المسلحة التايلاندية استخدمت طائرتين مقاتلتين من طراز إف-16 لإسقاط سبع قنابل” على أهداف عدة.​

وبعد اندلاع أعمال عنف أولى في تموز/يوليو، أسفرت اشتباكات حدودية هذا الأسبوع بين الدولتين العضوين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا، وأجبرت مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار في كلا الاتجاهين.​

ويأتي إعلان استمرار الأعمال العسكرية بعد ساعات فقط من تأكيد دونالد ترامب أن بانكوك وبنوم بنه، اللتين تتنازعان على أراضٍ منذ عقود، قد اتفقتا على وقف لإطلاق النار.​

وكان ترامب قد أعلن على شبكته الاجتماعية “تروث سوشل”: “أجريت محادثة ممتازة هذا الصباح مع رئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول، ورئيس وزراء كمبوديا هون مانيه، بشأن استئناف الحرب طويلة الأمد بينهما، وهو أمر مؤسف للغاية”، مضيفًا: “وقد اتفقا على وقف إطلاق النار بالكامل ابتداءً من هذه الليلة (الجمعة)، والعودة إلى اتفاق السلام الأصلي الذي تم التوصل إليه معي ومعهما، بمساعدة رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم”.​

وفي وقت سابق، قال أنوتين بعد اتصاله بترامب الجمعة: “لا بدّ من إبلاغ العالم أن كمبوديا ستمتثل لأحكام وقف إطلاق النار”. وأضاف، وهو الذي حلّ البرلمان التايلاندي الجمعة ممهّدًا الطريق لإجراء انتخابات مطلع عام 2026، “يجب على من انتهك الاتفاق أن يحلّ الموقف، لا من تكبّد العواقب”.​

وصرّح نظيره الكمبودي هون مانيه السبت في رسالة نُشرت على فيسبوك: “لطالما التزمت كمبوديا بالوسائل السلمية لحل النزاعات”، مضيفًا أنه اقترح على الولايات المتحدة وماليزيا استخدام قدراتهما الاستخباراتية “للتحقق من الطرف الذي بدأ إطلاق النار أولًا” في 7 كانون الأول/ديسمبر.​

وفي تموز/يوليو، أسفرت موجة عنف أولى عن مقتل 43 شخصًا في خمسة أيام، وأجبرت نحو 300 ألف شخص على النزوح، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة من الولايات المتحدة والصين وماليزيا التي تتولى الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).​

وتتنازع تايلاند وكمبوديا السيادة على أجزاء من أراضيهما تضم معابد عائدة إلى إمبراطورية الخمير على طول حدودهما التي رُسمت في أوائل القرن العشرين خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية.

وقد وقّع البلدان اتفاقية وقف إطلاق النار في 26 تشرين الأول/أكتوبر برعاية ترامب، لكن بانكوك علّقت الاتفاقية بعد أسابيع قليلة إثر انفجار لغم أرضي أسفر عن إصابة عدد من جنودها.​

المصدر: أ.ف.ب.