الأحد   
   14 12 2025   
   23 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 21:53

تراجع شعبية ترامب وتساؤلات صحية تلاحقه وسط إصراره على صورة «الرئيس القوي»

يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجعاً في شعبيته، وفق ما تُظهره استطلاعات الرأي، إلى جانب تصاعد التساؤلات حول وضعه الصحي، إلا أنه يصرّ على الظهور بمظهر القوي، متحدثاً عن «أميركا مزدهرة»، في خطاب يعيد إلى الأذهان الاتهامات نفسها التي اعتاد توجيهها إلى سلفه جو بايدن.

ويواصل الرئيس الجمهوري، الذي يتولى السلطة منذ قرابة عام، مقارنة نفسه بسلفه إلى حدّ وصفه مراقبون بالهوس، إذ يصوّر الملياردير الأميركي الرئيس الديموقراطي السابق جو بايدن على أنه مصاب بالخرف، في مقابل إبراز حيويته الشخصية وهو على مشارف الثمانين، متهماً بايدن بقيادة البلاد نحو الإفلاس، مقابل «العصر الذهبي» الذي يعد به الاقتصاد الأميركي.

وخلال تجمع سياسي في ولاية بنسلفانيا الثلاثاء، ذكر ترامب اسم منافسه أكثر من عشرين مرة، وصولاً إلى شتمه وتكرار وصفه بـ«بايدن النائم».

في المقابل، يسود انطباع منذ أسابيع بأن التاريخ يعيد نفسه خلال ولاية ترامب، إذ تعيد بعض تصريحاته بأسلوبه الصريح المعهود إلى الأذهان مواقف سبق أن أطلقها بايدن. فقد قال الرئيس الديموقراطي في نيسان/أبريل 2024 إن «أميركا تتمتع بأفضل اقتصاد في العالم»، في موقف خالف آراء شريحة واسعة من الناخبين.

ومن جهته، أكد ترامب في مقابلة مع موقع «بوليتيكو» نُشرت الثلاثاء أن الاقتصاد الأميركي يستحق علامة «خمسة وعشرين على عشرين»، أي بتقدير يفوق الممتاز، مجدداً التأكيد أن الأسعار تواصل الانخفاض، في وقت لا يزال الأميركيون يشتكون من غلاء المعيشة.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كومنولث، أليكس كينا، أن «هناك فئة من مؤيديه ستظل تتبعه مهما فعل. حتى لو قال إن السماء ليست زرقاء، سيقولون إنها ليست زرقاء». لكنه يوضح أن «هذه الفئة لا تمثل أغلبية الأميركيين، ففي لحظة ما يخرج الناس للتسوق، وعندها يرون الحقيقة واضحة أمامهم».

وبحسب استطلاع رأي أجرته جامعة شيكاغو لصالح وكالة «أسوشيتد برس» ونُشر الخميس، فإن 31 في المئة فقط من الأميركيين راضون عن سياسات ترامب الاقتصادية.

وفي تعليق له عبر منصته «تروث سوشيال»، تساءل ترامب: «متى ستعكس استطلاعات الرأي عظمة أميركا اليوم؟ متى سيُقال أخيراً إنني صنعتُ، من دون تضخم، ربما أفضل اقتصاد في تاريخ بلدنا؟ متى سيفهم الناس ما الذي يجري؟».

وخلال حملته الانتخابية، اتهم ترامب منافسه جو بايدن بتجاهل معاناة الأسر ذات الدخل المحدود. واليوم، وكما فعل سلفه، يحاول الرئيس الجمهوري تحميل جزء من استياء المستهلكين للشركات الكبرى، المشتبه بضلوعها في التلاعب بالأسعار، في وقت يكافح فيه، على غرار بايدن، لحشد التأييد لخططه الداعمة للقدرة الشرائية.

وفي موازاة ذلك، بدأ ترامب يواجه تساؤلات بشأن وضعه الصحي، وإن لم تبلغ بعد مستوى الشكوك التي أحاطت بصحة بايدن، والتي كان ترامب نفسه من أبرز مروّجيها. ويشير أليكس كينا إلى أن وصف ترامب لسلفه بأنه رجل عجوز غير قادر على الحكم ينطوي على «استغلال لاستياء حقيقي» من شيخوخة الطبقة السياسية الأميركية.

إلا أن هذه الاستراتيجية قد تنقلب ضد أكبر رئيس منتخب سناً في تاريخ الولايات المتحدة، إذ بات ترامب، البالغ 79 عاماً، موضع متابعة دقيقة في كل ظهور علني. كما تعرّض في الأيام الأخيرة لهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي، بينها تداول صورة مفبركة له وهو يستخدم عكازاً.

وتساءل متابعون عما إذا كان الرئيس الجمهوري قد غفا خلال اجتماع لمجلس الوزراء، أو عمّا إذا كانت الكدمة المغطاة بضمادة على ظهر يده، كما يؤكد البيت الأبيض، ناجمة فعلاً عن كثرة المصافحات.

وفي حين اعتاد فريق بايدن إصدار بيانات غاضبة لنفي مثل هذه الادعاءات، مع الحرص المتزايد على الحدّ من احتكاك الرئيس الثمانيني بالجمهور والإعلام، لا يزال ترامب أكثر انخراطاً في العالم الخارجي، ويُجري حوارات مطولة وعفوية مع الصحافة.

غير أنه لا يتقبل أي تشكيك في حيويته أو وتيرة عمله اليومي، كما ظهر في رده الأخير على صحيفة «نيويورك تايمز»، إذ كتب على منصته «تروث سوشيال»: «إنها فتنة، بل ربما خيانة عظمى، عندما تنشر صحيفة نيويورك تايمز وغيرها باستمرار مقالات كاذبة لتشويه سمعة رئيس الولايات المتحدة والتقليل من شأنه».

المصدر: أ.ف.ب.