الأحد   
   21 12 2025   
   30 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 17:15

نزوح نصف مليون شخص في كمبوديا جراء القتال الحدودي مع تايلاند قبل محادثات إقليمية

أعلنت السلطات الكمبودية الأحد أنّ أكثر من نصف مليون شخص اضطروا للنزوح نتيجة المعارك الحدودية مع تايلاند المستمرة منذ أسبوعين، فيما تواصل البلدان جهودهما الدبلوماسية لاحتواء تصاعد العنف عشية محادثات إقليمية مقررة.

وذكرت وزارة الداخلية الكمبودية أنّ “أكثر من 518 ألف شخص، بينهم أطفال ونساء، يواجهون صعوبات جمّة بسبب النزوح القسري عن ديارهم ومدارسهم هربًا من القصف المدفعي والصواريخ والغارات الجوية التي تشنّها طائرات إف-16 التايلاندية”.

وفي المقابل، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع التايلاندية سوراسانت كونغسيري أنّ عدد النازحين الذين تمّ إيواؤهم في ملاجئ انخفض، إلا أنّ أكثر من 200 ألف شخص لا يزالون في مراكز الإيواء، مشيرًا إلى ضرورة التقيّد بتوجيهات السلامة بسبب الألغام والقنابل المتروكة.

وأكدت كمبوديا أنّ القوات التايلاندية استأنفت هجماتها منذ ساعات الصباح الأولى، معارك حول معبد برياه فيهيار الذي يعود تاريخه إلى نحو 900 سنة ويثير مطالب بانكوك.

وبحسب الحصيلة الرسمية، أسفرت الاشتباكات عن سقوط 41 قتيلاً على الأقل، 22 من الجانب التايلاندي و19 من الجانب الكمبودي، منذ تجدد القتال في 12 ديسمبر/كانون الأول على خلفية نزاع حدودي يمتد للحقبة الاستعمارية. وكانت موجة عنف سابقة اندلعت في يوليو/تموز وأسفرت عن مقتل 43 شخصًا خلال خمسة أيام.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية دول رابطة آسيان، بينهم وزيرا تايلاند وكمبوديا، الإثنين في كوالالمبور لمناقشة النزاع، فيما اعتبرت كلتا الحكومتين أنّ الاجتماع يشكل “فرصة مهمّة للطرفين” لتهدئة التوتر، وفق تصريح الناطقة باسم الخارجية التايلاندية ماراتي ناليتا أندامو.

وشددت كمبوديا على أنّ الهدف من الاجتماع هو إعادة السلام والاستقرار وتعزيز علاقات حسن الجوار، مؤكدة موقفها الحازم بشأن تسوية النزاعات بالسبل السلمية والدبلوماسية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ترأّس في أكتوبر/تشرين الأول مراسم توقيع هدنة مؤقتة بين البلدين، لكنها لم تدم طويلاً. ودعت واشنطن وبكين والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ورئاسة آسيان إلى وقف الأعمال العدائية، فيما أرسل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مبعوثين لتعزيز جهود الوساطة، إلى جانب تدخل الصين بمبعوثها الخاص للشؤون الآسيوية.

المصدر: أ.ف.ب.