الأحد   
   21 12 2025   
   30 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 21:15

مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية لقناة المنار الأحد 21\12\2025

حين يصبحُ المواطنون ارقاماً، وحمايتُهم عبئاً على دولتِهم، فهذا يَعني اَننا في لبنان.. البلدِ المفجوعِ سياسياً واقتصادياً ومالياً يجعلُه البعضُ مكشوفاً من دونِ ساترٍ امامَ المفخخاتِ الاميركيةِ التي تَنسِفُ المنطقة، ويستعجلون انهيارَه بمقارباتِهم المشوَّهةِ التي لا ترتفعُ معها رايةٌ للكرامةِ ولا يُبنى معها عمادٌ للمستقبل. ومن هؤلاءِ من يَحُثُ الخُطى في التنازلاتِ السياسيةِ امامَ الاطماعِ الاحتلالية، واخرونَ لا يَرُفُّ لهم جَفنٌ في امساكِ يدِ الصهيونيِّ لمساعدتِه في وضعِ سِكِّينِه على نحرِ الوطن، ويَحزُهُ في كلِّ يومٍ ليَسيلَ الدمُ اللبنانيُ، وجديدُه شهيدٌ وجريح ٌبغارتينِ على ياطر الجنوبية.
امامَ هذا الانحدارِ السريعِ الى اسفلِ قيعانِ الانسانية، لم يَعُد مستغرباً اَن يَعِقدَ البعضُ الامالَ والاحلامَ على لقاءِ دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو اواخرَ الشهر، ويضعوا الاستقرارَ على نارِ التهديداتِ والتهويلاتِ ويجافوا كلَّ المصالحِ الوطنيةِ بمُسمّياتٍ مُسرطِنةٍ للعيشِ المشترك .. وجراءَ السطوةِ الاميركيةِ يشتركُ لبنانُ مع كلِّ المنطقةِ في المصيرِ المجهولِ الناجمِ عن الرعايةِ الترامبيةِ للمدللِ الصهيوني، الذي من اجلِه يتواصلُ حصارُ سكانِ قطاعِ غزةَ ويُضربُ باتفاقِ وقفِ اطلاقِ النارِ عُرضَ الحائطِ ويُمنعُ المرضى من السفرِ للعلاجِ ويُقنَّنُ دخولُ المساعدات ، وهو مشهدٌ تريدُ واشنطن تطبيقَه بمناطقَ اقتصاديةٍ موهومةٍ مُفرَغةٍ من سكانِها..
والى لقاءِ ترامب نتنياهو مجدداً، حيث ينشغلُ الاعلامُ العبريُ في تسريبِ جدولِ اعمالِه ويضعونَ المواجهةَ معَ ايرانَ في صدارتِه، امّا الجمهوريةُ الاسلاميةُ فاستبقت النتائج َباعلانِها الجهوزيةَ للمواجهةِ كما عبّرَ وزيرُ خارجيتِها عباس عرقجي بقولِه : لا نريدُ الحرب، ولكننا استعدَدْنا لها، وما دَمّرَهُ العدوانُ قد اَعَدْنا بناءَه.. اِنها الثقةُ التي تَبنيها القيادةُ الايرانيةُ على تجاربَ قَرَنَت فيها القولَ بالفعلِ واَثبتت قدرتَها على النزالِ والمواجهة..

بقلم يوسف شعيتو
تقديم كوثر الموسوي نون

المصدر: موقع المنار