من ارضِ الصومالِ الى اراضي فلوريدا حبلٌ سياسيٌ وامنيٌ غليظ، يُمسكُ بطرفيهِ سفاحا العالمِ بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب ويُطوِّقانِ به مِنطقتَنا وامتَنا العربيةَ والاسلامية..
وفي ذِروةِ الرقصِ على حبالِ المنطقةِ وملفاتِها الملتهبة، لقاءٌ يجمعُ ترامب ونتنياهو مساءَ اليومِ، وعلى طاولةِ المقامرةِ والمقايضة، دمٌ ونفطٌ وارضٌ وثرواتٌ بعيداً عن كلِّ معاييرِ القوانينِ الدوليةِ او حتى مصلحةِ بعضِ الحلفاء..
وبمعيارِ التهليل، ابرزَ الاعلامُ العبريُ اهميةَ الاعترافِ الاسرائيليِّ بارضِ الصومال – قبلَ اللقاء، واضعاً الخطوةَ في اطارِ المباركةِ الاميركيةِ لتشكيلِ احلافٍ عسكريةٍ جديدةٍ في المنطقة، ونواياهم العدوانيةِ تِجاهَ اليمن، مع كشفِهم عن رغبةِ انفصاليينَ جنوبَ اليمنِ بالتواصلِ مع تل ابيب لانشاءِ دولةٍ مستقلةٍ حليفةٍ لها على غرارِ ارضِ الصومال..
في ارضِنا من لا يريدُ ان يرى او يسمعَ حقيقةَ ما يَجري من حولِه، فيُحوّلُ كلَّ استحقاقٍ الى زواريبِهم الداخليةِ لاشباعِ اوهامِهم او لارضاءِ احقادِهم، مستعينينَ بسلاحِ القتلِ الصهيونيِّ حيناً وسلاحِ العقوباتِ الاميركيةِ احياناً، فيما آخرون لا ينفصلون بالتفكيرِ والنوايا عن انفصاليِّي الصومالِ وجنوبِ اليمن ..
وفي الجنوبِ كما كلِّ لبنانَ مَن لا يُرهبُهُ لا تهويلُ ولا تهديدُ كلِّ هؤلاء، يُردِّدُ ثابتةَ الامينِ العامِّ لحزبِ الله سماحةِ الشيخ نعيم قاسم : لا تَطلُبوا منا ايَّ شيءٍ قبلَ ان يُنفّذَ الاسرائيليُ كلَّ شيءٍ مطلوبٍ منه..
وليسَ مطلوباً من اهلِ الحكمِ في بلدِنا الا بعضُ الصمودِ والاقتناعِ باَنَه حتى عناوينُ التفاوضِ والدبلوماسيةِ التي يُمجّدونَها لا تَعني التفريطَ باوراقِ القوة، والقبولَ بكلِّ ما يطرحُه الطرفُ الآخر ..
وعمّا يشاعُ من تهديدٍ وتهويل، كانَ كلامٌ مصريٌ للسفيرِ علاء موسى، أكدَ انَ بلادَه تواصلُ جهودَها معَ شركائها لخفضِ التصعيدِ في لبنان ..
والى بيروتَ حضرَ وزيرُ البترولِ والثروةِ المعدنيةِ المصريُّ كريم بدوي، موقعاً اتفاقيةً لتلبيةِ احتياجاتِ لبنانَ من الغازِ الطبيعي المخصصِ لتوليدِ الطاقةِ الكهربائية، على املِ ان لا يقعَ الحُرْمُ الاميركيُ مجدداً على هذه الاتفاقية، فيُبقِيَها طيَّ الاوراق ..
في فلسطينَ المحتلة، اوراقُ عزمٍ وقوةٍ مخضبةٌ بدمِ الشهادة، كَشفت عنها كتائبُ القسام، معلنةً استشهادَ قائدِها محمد السنوار وعددٍ من القادةِ بينَهم صوتُ القضيةِ وحاملُ بأسِها، المتحدثُ باسمِها – الشهيدُ القائدُ ابو عبيدة..
بقلم علي حايك
تقديم سهيل دياب
المصدر: موقع المنار
