الثلاثاء   
   30 12 2025   
   9 رجب 1447   
   بيروت 12:48

ضربة سعودية جوية على ميناء المكلا وسط تصاعد الخلاف مع الامارات في اليمن

نفذت قوات التحالف، بقيادة السعودية، ضربة جوية استهدفت ما قالت إنه دعم عسكري خارجي في ميناء المكلا، موضحة أن الضربة لم تسفر عن أي إصابات بشرية أو أضرار جانبية في الميناء.

وأوضحت وكالة الأنباء السعودية، نقلًا عن التحالف، أنه جرى رصد سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا يومي السبت والأحد الماضيين من دون تصريح رسمي، مضيفة أن السفينتين عطّلتا أنظمة التتبع وأنزلتا أسلحة لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن تركي المالكي، بأن الضربة جاءت استجابة للطلب المقدم من ما يسمى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، لاتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين في محافظة حضرموت، نتيجة ما وصفه بـ«الانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».

وفي السياق، طالب رشاد العليمي، اليوم الثلاثاء، جميع القوات الإماراتية بالخروج من كامل الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة، وقال في خطاب متلفز إن «مجلس القيادة الرئاسي اليمني قرر إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وفرض حظر جوي وبري على جميع الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة».

وأضاف أن المجلس اتخذ هذه القرارات بهدف حماية المدنيين والمركز القانوني للدولة، وذلك بعد التأكد من قيام الإمارات بشحن سفينتين محملتين بالسلاح من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا.

وكان التحالف قد أعلن، السبت الماضي، في بيان، قراره التحرك عسكريًا ضد ما وصفه بانتهاكات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت شرقي البلاد، استجابة لطلب من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني.

ولمزيد من التفاصيل حول اخر التطورات في اليمن فيما خص الضربة السعودية  على ميناء المكلا مراسل المنار حمود محمد شرف يوضح لنا التالي…

وكانت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة من الإمارات، والتي تطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، قد نفذت تحركات عسكرية مفاجئة في أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت على إثرها السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة، قبل أن تؤكد رفضها دعوات محلية وإقليمية للانسحاب.

وفي تطور لافت، بلغت تطورات الصراع بين السعودية والإمارات ذروتها، حيث وجهت وزارة الخارجية السعودية، للمرة الأولى، اتهامات رسمية مباشرة للإمارات بتقديم دعم عسكري لجماعات المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن.

وبدورها، شددت وزارة الخارجية السعودية على أهمية استجابة دولة الإمارات لطلب ما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي اليمني”، المدعوم من السعودية، بخروج قواتها العسكرية من اليمن خلال 24 ساعة، مؤكدة ضرورة إيقاف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف داخل اليمن.

وأكدت الخارجية السعودية أن أي مساس أو تهديد بأمن المملكة الوطني يُعد خطًا أحمر، ولن تتردد حياله في اتخاذ جميع الخطوات والإجراءات اللازمة لمواجهته.

وأعربت المملكة عن أسفها لما وصفته بممارسة دولة الإمارات ضغوطًا على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، ودفعها للقيام بعمليات عسكرية على الحدود الجنوبية، مشددة على أن هذه الخطوات تُعد بالغة الخطورة ولا تنسجم مع الأسس التي قام عليها ما يسمى “تحالف دعم الشرعية في اليمن”.

واتهمت السعودية الإمارات باتخاذ خطوات لا تنسجم مع الأسس التي أُنشئ على أساسها «التحالف».

وجاء البيان السعودي عقب تطورات متسارعة في جنوب شرقي اليمن، ولا سيما في محافظة حضرموت، حيث شن الطيران السعودي سلسلة غارات استهدفت ميناء المكلا، ما أدى إلى تدمير معدات عسكرية في الميناء، كانت الإمارات قد أرسلتها عبر سفينتين إلى أدواتها في حضرموت.

كما جاء البيان بعد إعلان رشاد العليمي حالة الطوارئ في الأراضي التي تسيطر عليها قواته المدعومة من السعودية، اعتبارًا من اليوم الثلاثاء ولمدة 90 يومًا، مع فرض حظر جوي وبري على جميع الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة.

وقادت السعودية تحالفًا عسكريًا مكوّنًا من 17 دولة، شن عدوانًا على اليمن في 26 مارس/آذار 2015، بهدف ما سمته «إعادة الشرعية»، غير أن المشاركة الفعلية في التحالف اقتصرت على السعودية والإمارات، عقب خروج قطر من التحالف عام 2017 إثر الأزمة الخليجية.

وتمكنت الإمارات من السيطرة على عدد من أهم الموانئ والجزر اليمنية، بما فيها جزيرة سقطرى وميناء المخا، إضافة إلى التواجد في مدن رئيسية أبرزها عدن، وأسست قوات عسكرية متعددة على الأرض، من بينها قوات الأحزمة الأمنية والنخبة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

ويشير إعلان العليمي فض الشراكة مع الإمارات داخل التحالف إلى وصول العلاقة بين الطرفين إلى نقطة اللاعودة، وفشل الجهود الدبلوماسية والحلول السياسية، ما ينذر باندلاع صراع واسع في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، على حساب وحدة البلاد، وإدخال مناطق عُرفت لسنوات طويلة بالهدوء والاستقرار في دوامة جديدة من العنف والصراع.

المصدر: الجزيرة نت + المسيرة نت