الثلاثاء   
   30 12 2025   
   9 رجب 1447   
   بيروت 12:46

” Gmail ” يسمح بتغيير الاسم أخيراً

كثيراً ما ارتبط عنوان “Gmail” باللحظة التي أنشئ فيها الحساب أول مرة، أحياناً بحماس المراهقة، وأحياناً بذوق لم يكن يتخيل صاحبه أنه سيلازمه أعواماً طويلة. اليوم، تحاول “غوغل” أخيراً، فك هذا الارتباط، عبر ميزة جديدة تتيح للمستخدمين تعديل عنوان بريدهم الإلكتروني من دون خسارة أي من تاريخهم الرقمي.

الميزة الجديدة التي طرحتها الشركة تدريجاً تسمح باستبدال عنوان “Gmail” الحالي بعنوان آخر من النطاق نفسه، من دون الحاجة إلى إنشاء حساب جديد أو المرور بعملية نقل بيانات معقدة. وتشمل البيانات التي تبقى محفوظة رسائل البريد القديمة، الصور، الملفات المخزنة على “Google Drive”، وسجل النشاط، إلى جانب استمرار عمل الحساب بصورة طبيعية على خدمات مثل YouTube وMaps وبقية منظومة “غوغل”.

وبحسب التحديثات التي ظهرت على صفحات دعم حسابات “غوغل”، فإن ما يحدث فعلياً لا يشبه الحذف الكامل للعنوان القديم، بل أقرب إلى إعادة تعيينه كاسم مستعار للعنوان الجديد. فالبريد المرسل إلى العنوان السابق سيستمر في الوصول إلى صندوق الوارد نفسه، وسيظل العنوان القديم صالحاً لتسجيل الدخول إلى الخدمات والتطبيقات المرتبطة بالحساب. وبهذه الصورة، لا يفقد المستخدم أي جزء من أرشيفه الرقمي أو هويته السابقة على المنصات المختلفة.

اللافت أن هذه الإرشادات المحدثة ظهرت حتى الآن في نسخ محددة من صفحات الدعم، بينما لا تزال النسخة الإنجليزية تشير إلى أن عناوين “Gmail” لا يمكن تغييرها عادة. هذا التفاوت يعزز فرضية الطرح التدريجي للميزة، سواء على مستوى المناطق الجغرافية أو مجموعات مستخدمين بعينها، تمهيداً لتعميمها لاحقاً على نطاق عالمي.

ميزة بشروط

وتفرض “غوغل” عدداً من القيود على استخدام هذا الخيار. إذ لا يمكن تغيير عنوان “Gmail” إلا مرة واحدة في السنة، وبحد أقصى ثلاثة عناوين جديدة لكل حساب. وبعد اعتماد العنوان الجديد، لا يمكن حذفه، مع بقاء خيار العودة إلى العنوان القديم متاحاً في أي وقت. وتحذر الإرشادات من احتمالات متعلقة بنقل بعض الإعدادات والملفات، خصوصاً على أجهزة “ChromeOS”، مما يجعل النسخ الاحتياط الكامل خطوة موصى بها قبل تنفيذ التغيير.

لم تصدر “غوغل” بياناً صحافيا رسمياً للإعلان عن هذه الخطوة، بل جرى رصدها عبر تحديثات صفحات الدعم ونقاشات داخل منتديات المستخدمين والمجتمعات التقنية، قبل أن تتناولها وسائل إعلام متخصصة. ويعكس هذا الأسلوب الحذر نهجاً معتاداً لدى الشركة في اختبار الميزات الجديدة بهدوء قبل تعميمها.

عشرات الخدمات الرقمية

أُطلق “Gmail” رسمياً في الأول من أبريل (نيسان) عام 2004، حين كشفت “Google ” عن خدمة بريد إلكتروني بدت في وقتها ثورية مقارنة بمنافسيها. في ذلك الوقت، كانت معظم خدمات البريد توفر مساحات تخزين محدودة جدا، بينما قدم ” Gmail” مساحة غير مسبوقة بلغت واحد غيغابايت، وهو رقم اعتُبر صادماً في مطلع الألفية.

بدأ “Gmail” كخدمة تجريبية بنظام الدعوات فقط، واستمر هذا الوضع لسنوات قبل فتح التسجيل للجميع في عام 2007. وتميزت الخدمة منذ بدايتها بالاعتماد على البحث داخل البريد بدلاً من المجلدات التقليدية، إضافة إلى تنظيم الرسائل في محادثات، وهي فكرة غيرت طريقة استخدام البريد الإلكتروني لاحقاً.

مع توسع منظومة “غوغل”، تحول “Gmail” من مجرد بريد إلكتروني إلى بوابة رئيسة للهوية الرقمية، إذ أصبح مرتبطا بخدمات مثل YouTubeو Google Drive وMaps ونظام أندرويد. هذا الارتباط جعل عنوان ” Gmail” مفتاح الدخول إلى عشرات الخدمات الرقمية اليومية.

بحسب أرقام “غوغل”، تجاوز عدد مستخدمي Gmail 1.5 مليار مستخدم نشط حول العالم بحلول عام 2019، ثم ارتفع الرقم إلى أكثر من 1.8 مليار مستخدم في السنوات الأخيرة، مما يجعله خدمة البريد الإلكتروني الأكثر استخداماً عالمياً.

المصدر: الاندبندنت