السبت   
   28 06 2025   
   2 محرم 1447   
   بيروت 22:52

آلاف التايلانديين يطالبون باستقالة رئيسة الوزراء على خلفية مكالمة دبلوماسية مسربة

نزل آلاف التايلانديين المناهضين للحكومة إلى شوارع بانكوك، السبت، للمطالبة باستقالة رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا، على خلفية تسريب مكالمة هاتفية دبلوماسية أثارت غضبًا شعبيًا وشكوكًا بشأن قيادتها.

وجاءت المكالمة المسربة بين بايتونغتارن والزعيم الكمبودي السابق هون سين، حيث سمت رئيسة الوزراء الزعيم الكمبودي بـ”العم”، ووصفت قائدًا عسكريًا تايلانديًا بـ”خصمها”، في سياق محاولة تهدئة خلاف حدودي بين البلدين.

وانسحب حزب رئيسي من ائتلاف بايتونغتارن متهمًا إياها، البالغة من العمر 38 عامًا والمنتمية إلى سلالة حاكمة، بالخضوع لكمبوديا وتقويض الجيش التايلاندي، ما أدى إلى تقليص أغلبية الحكومة البرلمانية إلى حد ضئيل.

واحتشد نحو عشرة آلاف متظاهر في الشوارع المحيطة بنصب النصر التذكاري في العاصمة، حاملين أعلام تايلاند ولافتات من بينها “ارحلي يا رئيسة الوزراء الخبيثة”. ورفع أحد المتظاهرين صوته من على منصة قائلاً: “لقد ارتكبت خيانة يا رئيسة الوزراء”.

وكان معظم المتظاهرين من كبار السن، يقودهم ناشطون مخضرمون من حركة “القمصان الصفراء”، التي لعبت دورًا في الإطاحة بوالد بايتونغتارن، تاكسين شيناواترا، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ومن بين منظمي التظاهرة كان أحد حلفاء تاكسين السابقين، الذي أصبح الآن من أشد منتقديه.

تشهد تايلاند صراعات سياسية مستمرة بين “القمصان الصفراء” المناهضة لتاكسين والتي تدافع عن النظام الملكي والجيش، و”القمصان الحمراء” الداعمة له، حيث تعتبر المعارضة تاكسين تهديدًا للنظام الاجتماعي التقليدي في البلاد.

وقد انتهت احتجاجات شبابية كبيرة في 2021 طالبت بإصلاح النظام الملكي، فيما ما زالت قوانين إهانة الذات الملكية الصارمة تُطبق على الناشطين.

أعلنت السلطات نشر أكثر من ألف شرطي لضمان سلامة التظاهرة التي اتسمت بالسلمية حتى مساء السبت.

تقوم بايتونغتارن السبت بجولة تفقدية إلى شمال تايلاند لتفقد مناطق متضررة من الفيضانات، وقالت قبل مغادرتها بانكوك: “من حقهم الاحتجاج، ما دام ذلك سلمياً”.

يأتي ذلك في ظل جدل واسع حول رئيسة الوزراء التي تخلى عنها أكبر داعميها، حزب بومجايتاي، عقب تسريب المكالمة الهاتفية مع هون سين، في ظل تصاعد التوتر بين البلدين بعد نزاع حدودي تحوّل إلى أعمال عنف أسفرت عن مقتل جندي كمبودي الشهر الماضي.

ورغم اعتذار بايتونغتارن علنًا لقائد عسكري وصفتَه بـ”الخصم”، لم يتخل شركاؤها الآخرون عن دعمهم للائتلاف الحكومي.

ويواجه كل من بايتونغتارن ووالدها، تاكسين، معارك قانونية مرتقبة قد تغير المشهد السياسي في تايلاند، حيث من المقرر أن تقرر المحكمة الدستورية، الثلاثاء، ما إذا كانت ستنظر في عريضة لإقالتها بسبب سوء السلوك المهني.

في اليوم ذاته، سيخضع والدها لمحاكمة بتهمة التشهير الملكي على خلفية تصريحات أدلى بها قبل عشر سنوات.

تولت بايتونغتارن رئاسة الوزراء قبل أقل من عام، بعد استبعاد سلفها بأمر قضائي وعودة والدها من المنفى الذي دام 15 عامًا، لتصبح رابع شخصية من أسرة شيناواترا تتولى المنصب بعد والدها وعمتها وزوج عمتها.

المصدر: أ.ف.ب.