سأل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن “هل يوجد أحد لديه عقل ويفكر بشكل صحيح ونحن بقلب المعركة والعدو الاسرائيلي لم ينفذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومع ذلك يطالب بتسليم السلاح وعناصر القوة”، وتابع “لماذا البعض يقول ليس لنا علاقة بهذا الكلام: هل لانكم غير مستهدفين ام لانكم تنسقون مع العدو؟ ولماذا لا تعترفون بما قامت به المقاومة لسنين طويلة من ردع للعدو؟”.
وقال الشيخ قاسم في كلمة له مساء السبت خلال المجلس العاشورائي المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت إن “مسؤولية الدولة مواجهة الخروقات الاسرائيلية التي تحصل وتستهدف المدنيين وعلى الدولة ان تضغط وتقوم بكل واجبها”، واوضح ان “هذه فرصة لتقوم الدولة بواجباتها”، واضاف “هل تعتقدون اننا سنبقى ساكتين بدون حدود؟ نحن جماعة الامام الحسين(ع) ونردد هيهات منا الذلة”، وتابع “اخرجوا من قصة عدم إعطاء ذرائع لاسرائيل، هي لا تحتاج الى ذرائع وما يحصل في فلسطين وسوريا دليل على ذلك، وأي جهة ضعيفة فهذا يعني ان اسرائيل ستتوسع اكثر وهذا لن يكون معنا، فنحن ابناء هيهات منا الذلة”.
وأكد الشيخ قاسم “نعم قادرون للعدو الاسرائيلي عندما لا يكون لدينا إلا خيار المواجهة وسنربح لاننا نقوم بواجبنا ونتوكل على الله”، وتابع “الله يعرف متى النصر وتوقيته، لكننا دائما فائزون بالنصر او الشهادة، نحن أبناء الامام الحسين وسيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله، وأبناء المعادلة الذهبية: بين السلة والذلة.. هيهات منا الذلة”.
واشار الشيخ قاسم الى “ما قام به حزب الله في المرحلة السابقة منذ انطلاق طوفان الاقصى ومساندته للشعب الفلسطيني”، واضاف “قمنا بعملية المساندة التي هي واجب اخلاقي وسياسي ومع الحق حيث لدينا عدو مشترك، بتعاليم سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله الذي وقف وعبّر عن رؤيته ورؤية الحزب بالدعم والمساندة لغزة واهلها”، وتابع “الذي حصل ان العدو وجد ان التوقيت في ايلول 2024 يبدأ حرب على لبنان، تبدأ باغتيال قادة المقاومة وشباب المقاومة من خلال تفجيرات البايجر وايضا من خلال ضرب قدرات المقاومة”، ورأى ان “الهدف كان ضرب منظومة القيادة والسيطرة واستهداف الالاف من المجاهدين بالاضافة الى استهداف القدرات، وبالتالي يكون العدو قد ضرب وانهى حزب الله هذه هي الفكرة لديهم”.

وأكد الشيخ قاسم ان “عطاءات الشهداء أعطتنا زخما وعطاءات الجرحى دفعتنا لتحمل المسؤولية اكثر، اما عطاءات الناس فكانت عنونا للمعنويات والصمود، فسيد شهدءا الامة كان مع اخوانه لعشرات السنين يبنوا قدرات ما جعل التضحيات على عظمتها لا تمنع من الاستمرار رغم كل ما حصل”، وتابع “لذلك سارعت شورى حزب الله لملئ كل المراكز وصمد الشباب في معركة أولي البأس وبقينا ثابتين ونضرب العدو ضربات مؤلمة”، واضاف “من خلال تشييع السيدين نصر الله وصفي الدين والانتخابات البلدية ظهرت البيئة انها متماسكة مع الحلفاء خاصة حركة امل، بالاضافة الى خروج الناس الى القرى المحررة، وكلها علامات استمرارية وانتصار، ببركة التضحيات استطعنا الوصول الى هذه النتيجة”، وتابع “وصلنا للاتفاق الذي عقدته الدولة بشكل غير مباشر مع الاسرائيلي، هذا الاتفاق مرحلة جديدة ونحن نفذنا الاتفاق واليوم مسؤولية الدولة القيام بدورها”.
وحول عاشوراء، قال الشيخ قاسم “عندما نتحدث عن عاشوراء نتحدث عن السلوك والموقف الذي ينسجم مع المنهج والاصالة والاستقامة، عاشوراء هي الموقف لان لحظة كربلاء هي قتال وليس كل حياة الانسان قتال، بل هناك مسائل اخرى في حياة الانسان لكن في محطات معينة لا بد ان يكون هناك قتال في مراحل معينة”، وسأل “ما قيمة الإنسان إذا لم يقف مع الحق؟ وهذه السيدة زينب(ع) صمدت على الحق لان الشهادة في كربلاء كانت على اساس الحق، ولا تسألني بعد ذلك هل الوقوف مع الحق يبقيني على قيد الحياة ام لا؟ لان الاساس هو البقاء مع الحق مهما كانت التضحيات هكذا علمنا الامام الحسين”، واضاف “لا تقبل ان تكون خادما لمشاريع الانحراف وان يستعبدك الاخرون، وسماحة السيد حسن نصر الله كان دائما عاشقا لشعار ما تركتك يا حسين، فهذا الشعار حالة شعورية تجعل الانسان يذوب في الحسين(ع)”.

ولفت الشيخ قاسم الى ان “الكفر يتحرش بالايمان والظالمين هم من يظلمون، المشكلة ان الظالم هو من يبادر، هنا لا بد من الوقوف بوجه الظلم للقول لا، نتعلم من الحسين احدى الحسنيين النصر او الشهادة”، واوضح ان “النصر للفرد اذا انتصر او اذا استشهد لانه بذلك نال ما تمنى، اما الجماعة فتنتصر عندما يتحقق انتصار ميداني ولكن هناك أحيانا عقبات او ان العدو متماهٍ بالقوة ولا يوجد توازن، هنا تنتصر الجماعة اذا بقيت وحافظت على منهجه”، وتابع “لذلك فهمنا للنصر مختلف عن الاخرين، عندما ترفع شعار إنا على العهد اي اننا على عهد سماحة السيد نصر الله والسيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين”، واضاف “اننا نستمر ونعيش حياة العز دون ان نخشى في الله لومة لائم، عندما نقول نحن دائما منصورين لان استمرارنا انتصار واستمرار الشعار انتصار، والدليل استشهاد الامام الحسين قبل 1400 عام ومع ذلك ما زال يربي ويعلم، فكانت الشهادة نصرا ممتدا بالاجيال بالاستمرارية التي حصلت”.

وقال الشيخ قاسم “الله يرسم السنن الالهية، وبالتالي النجاح يكون من خلال إعداد المقدمات المطلوبة والباقي على الله، وعلينا الاعتقاد ان المؤمن مدعوم من الله تعالى، إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين، باعارة جماجمكم لله، من اي اين جاء هذا الدعم الالهي؟”، واضاف “الشباب الذين كانوا موجودين على الحافة الامامية في معركة اولي البأس امام 5 فرق اسرائيلية فيها 75 الف جندي، هل يعقل ان مئات الشبان يواجهوا كل هذا الجيش، الله سددهم لانهم اعدوا العدة واعاروا الله جماجمهم، الله يعرف كيف يدعمهم لكننا مطمئون ان الله معنا ويدعمنا”، وتابع “اذا افترضنا في مرحلة معينة اننا كنا ننتظر نصر بشكل معين ولم يتحقق فيجب البحث عن السبب ونعالجه، وعندما يتحقق النصر ولو اعددنا العدة إلا ان الله يكون قد تدخل وسدد النصر، كما حصل في معركة بدر”.
وقال الشيخ قاسم “أي نصر يحصل معنا نقول انه دعم إلهي لاننا نعتقد دائما ان هناك دعم وتسديد إلهي، والتجارب تظهر ذلك، ويمكن مراجعة الكثير من المقابلات مع جنود العدو لندرك ان التسديد الالهي لنا كان موجودا في المعارك”، وسأل “هل يمكن النجاح بدون اختبارات وابتلاءات، احيانا نتأذى بمكان وننجح بمكان اخر، نرتفع في مكان وهكذا… والنصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا، ليس دائما التوقيت بحسب ما نطلبه نحن بل التوقيت عند الله”، واوضح ان “الامام الحسين حقق الموقف وقام بكل المتطلبات للذهاب الى كربلاء، واتجه الى كربلاء لنصرة الجماعة الذي يفترض انهم اعدوا العدة وقام بكل الاجراءات اللازمة، عندما وصل الى كربلاء بعد ان أنهى صلاة العصر، خطب بالقوم وبذل كل الجهود كي لا يصل الى المعركة ولكن اذا تعرض له يزيد بشكل مباشر سيواجه من أجل إعلاء الحق وكي لا يعطي الطاغية الموقف الذليل”.
واشار الشيخ قاسم الى ان “الهدف عند الامام الحسين لم يكن الاستشهاد بحد ذاته، بل كان قد تحرك ليتسلم زمام الحكومة لانها يجب ان تكون لامثال سيد الشهداء”، واضاف ان “الهدف كان الاصلاح والتغيير في الامة، فالاستشهادي يتمنى الموت عزيزا في الموقف او يعيش حياة عزيزة، القتال بهدف البقاء عزيزا على قيد الحياة ولكن اذا الله أعطاه الشهادة فهذه أمنيته”.
من جهة ثانية، قدم الشيخ قاسم “التعازي للامام السيد علي الخامنئي باستشهاد ثلة من القادة وجميعهم أخوة واحباء وخاصة الحاج رمضان”، واكد “نحن سنبقى على الشعار ما تركتك يا حسين”.
المصدر: موقع المنار