الثلاثاء   
   01 07 2025   
   5 محرم 1447   
   بيروت 13:53

صيف لاهب يضرب جنوب أوروبا والملاحة عبر الراين في أزمة

dw.com

سجل سطح مياه البحر المتوسط أعلى حرارة في يونيو على الإطلاق. وتعاني فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا من موجة حر مع مستويات حرارة غير مسبوقة في بعض المناطق. ولم تسلم الملاحة في الراين بألمانيا من آثار موجة الحر.

وسط توقعات بارتفاع جديد في درجات الحرارة، أصدرت السلطات تحذيرات صحية وإنذارات من اندلاع حرائق غابات، بينما تواصل موجة الحر القاسية ضرب جنوب أوروبا اليوم الاثنين (30 يونيو/ حزيران 2025).

وتعاني فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا من موجة حر منذ عدة أيام وصلت فيها مستويات الحرارة إلى 46 درجة مئوية في بعض المناطق.

فرنسا: أمر غير مسبوق

وقالت وزيرة التحول البيئي في فرنسا أنييس بانييه روناشيه إن “هذا أمر غير مسبوق”، فيما أُعلنت حالة الإنذار البرتقالي، ثاني أعلى مستوى تحذير من موجات الحر، في 84 من أصل 86 منطقة إدارية في فرنسا القارية من اليوم الاثنين وحتى منتصف الأسبوع. وقالت وزارة التعليم إن حوالي 200 مدرسة ستُغلق جزئيا على الأقل خلال الأيام الثلاثة المقبلة بسبب الحر.

وفقط مساحة صغيرة في شمال غرب البلاد لم تعاني من الحر الشديد، وفق هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية التي حذرت من أن الحرارة ستسجل درجات قياسية جديدة يومي الثلاثاء والأربعاء.

إسبانيا: رقم قياسي جديد منذ ستين عاما

وأفادت الوكالة الوطنية الإسبانية للأرصاد الجوية الاثنين أن الحرارة بلغت 46 درجة مئوية السبت في ولبة بجنوب إسبانيا بالقرب من الحدود مع البرتغال، وهي درجة قياسية لحزيران/يونيو.

وقالت الوكالة إنّ الحرارة بلغت 46 درجة في محطة إل غرانادو عند الساعة 16,40 السبت 28 حزيران/يونيو، مشيرة إلى أنّ آخر رقم قياسي تمّ تسجيله لشهر حزيران/يونيو يعود إلى العام 1965 في إشبيلية، عندما بلغت الحرارة 45,2 درجة مئوية.

في إيطاليا أُعلنت في 21 مدينة من شمال البلاد إلى جنوبها حالة إنذار من الحر الشديد، من بينها ميلانو ونابولي والبندقية وفلورنسا وروما وكاتانيا.

وحتى في هولندا، التي اعتادت مناخا أكثر اعتدالا، أصدرت السلطات تحذيرا من ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة والذي سيكون مصحوبا بتزايد معدل الرطوبة.

البرتغال: حالة إنذار قصوى في ثلثي البلاد

وأعلن المعهد البرتغالي للبحار والغلاف الجوي أن تحذيرا من الحر باللون الأحمر أُعلن في عدة مناطق في النصف الجنوبي من البرتغال بما يشمل لشبونة، حتى مساء الاثنين.

كما أعلنت حالة إنذار قصوى في ثلثي البرتغال تحسبا لارتفاع شديد في درجات الحرارة واندلاع حرائق غابات، وكذلك الأمر في جزيرة صقلية الإيطالية، حيث كافح عناصر الإطفاء 15 حريقا السبت.

ويؤكد علماء أن تغير المناخ يفاقم موجات الحرّ الشديدة لا سيما في المدن حيث تزداد درجات الحرارة جراء العدد الكبير من المباني.

وقالت الباحثة في المعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث إيمانويلا بيرفيتالي إن “موجات الحر في منطقة البحر الأبيض المتوسط أصبحت أكثر تواترا وشدة في السنوات الأخيرة”.

وأضافت لوكالة فرانس برس “يتوقع أن تزداد الحرارة والظواهر الجوية القاسية في المستقبل، لذلك سيتعين علينا الاعتياد على درجات تصل ذروتها إلى مستويات أعلى من التي نشهدها حاليا”.

تركيا تكافح حرائق الغابات

وفي تركيا استمرت حرائق الغابات لليوم الثاني على التوالي في منطقة إزمير غرب البلاد حيث أججتها رياح قوية، وفقا لما قاله وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي، مما دفع السلطات إلى إخلاء أربع بلدات وحيين.

وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام فرقا تستخدم جرارات مزودة بمقطورات مياه وطائرات هليكوبتر تحمل المياه، بينما كان الدخان يتصاعد فوق التلال حيث الأشجار المتفحمة.

وفي السنوات القليلة الماضية اجتاحت حرائق الغابات في تركيا المناطق الساحلية حيث أصبح الصيف أكثر حرارة وجفافا، وهو ما يقول العلماء إنه ناتج عن تغير المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان.

درجة حرارة قياسية لمياه البحر المتوسط

سجل البحر الأبيض المتوسط الأحد أعلى حرارة سطحية على الإطلاق خلال شهر حزيران/ يونيو، بمتوسط 26,01 درجة مئوية، بحسب بيانات جمعها برنامج كوبرنيكوس الأوروبي وحللتها هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية.

وقال تيبو غينالدو، الباحث في مركز دراسات الأرصاد الجوية عبر الأقمار الاصطناعية في لانيون (كوت دارمور) لوكالة فرانس برس “لم نسجّل من قبل درجة حرارة يومية بهذا الارتفاع في شهر حزيران/يونيو، محسوبة على كامل حوض البحر الأبيض المتوسط”.

وأضاف أن متوسط درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط حاليا أعلى بثلاث درجات من الأرقام الموسمية المسجلة في الفترة بين 1991-2020، فيما يتجاوز ذلك أربع درجات حول السواحل الفرنسية والإسبانية.

ألمانيا: موجة الحر تعيق السفن وتزيد في الأسعار

وقال متعاملون في أسواق السلع اليوم الاثنين إن موجة حر في غرب أوروبا أدت إلى انخفاض منسوب المياه في نهر الراين في ألمانيا مما أعاق الشحن ورفع تكاليفه على أصحاب البضائع بسبب الرسوم الإضافية مع عدم قدرة سفنهم على الملاحة في النهر بكامل حمولتها.

وقال المتعاملون إن انخفاض منسوب المياه حد من حركة الشحن في النهر جنوبي دوسبورغ وكولونيا بما في ذلك المنطقة الضيقة في كاوب.

وفي كاوب، لم تتمكن سفن الشحن من العبور إلا بنصف حمولتها وبنحو 40 إلى 50 بالمئة من حمولتها في دوسبورغ وكولونيا.

من المتوقع أن تشهد أجزاء من ألمانيا موجة حر شديد هذا الأسبوع، بما في ذلك منطقة الراين، وقد تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في كولونيا. وقال المتعاملون إنهم لا يتوقعون أي تحسن قريبا بل وقد ينخفض منسوب المياه أكثر.