صعّد العدو الإسرائيلي من وتيرة اعتداءاته على الجنوب اللبناني، منفّذًا سلسلة غارات بطائرات مسيّرة، طالت مناطق متفرقة من قضاء بنت جبيل وبلدتي شقرا وشبعا، وأسفرت عن سقوط شهيد وعدد من الجرحى، في تصعيد ميداني هو الأوسع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي التفاصيل، شهدت منطقة بنت جبيل ثلاثة استهدافات بطائرات الاحتلال المسيّرة، اثنان منها وقعا داخل المدينة. الاستهداف الأول نُفذ عند المدخل الشمالي للبلدة، وتحديدًا قرب دوار الشهيد صلاح غندور، حيث أغارت طائرة مسيّرة على أحد المارّة، ما أدى إلى استشهاده على الفور، وإصابة اثنين آخرين، إضافة إلى تضرر عدد من السيارات في محيط الموقع.
وقد تم تنفيذ الغارة في وضح النهار، قرب مدخل المستشفى الموجود في المنطقة، في توقيت يشهد كثافة في حركة المواطنين.
وفي وقت لاحق من بعد الظهر، جدّدت الطائرات المسيّرة استهدافها للمدينة، حيث أطلقت في البداية صاروخين على الموقع ذاته، تبعهما صاروخ ثالث أصاب الطريق الفرعي الموازي للطريق الرئيسي، ما أدى إلى تضرر سيارة كان العدو يحاول استهدافها مباشرة، واندلاع النيران فيها، بالإضافة إلى تضرر سيارات مدنية أخرى.
وأفادت المعلومات الميدانية بأن موقع الاستهداف الثاني كان محاذيًا لمنازل سكنية، في منطقة تُقام فيها مجالس عزاء بمناسبة ذكرى عاشوراء، ما كاد أن يتسبب بإصابات مباشرة في صفوف المدنيين المتواجدين في المكان.
وفي سياق متصل، أغارت طائرات الاحتلال المسيّرة على بلدة شقرا، حيث استهدفت سيارة داخل البلدة بثلاثة صواريخ، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بجروح.
وفي وقت سابق صباح اليوم، شنّ العدو غارة مسيّرة على بلدة شبعا، استهدفت منطقة “شميس”، وأدت إلى إصابة مواطن.
وبحسب الحصيلة الأولية، فقد أدت هذه الغارات إلى استشهاد مواطن واحد وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق تصعيد مستمر من قبل العدو الإسرائيلي، الذي رفع وتيرة غاراته على القرى الجنوبية، بعدما استهدف في الأيام الماضية مناطق في النبطية وخلدة، وأسفرت أيضًا عن سقوط شهداء.
وتُترجم هذه الهجمات بتكثيف الغارات الجوية المسيّرة على مناطق مدنية مأهولة، في انتهاك واضح للسيادة اللبنانية، وتحت أنظار المجتمع الدولي.
أما في الحصيلة الرسمية للخروقات والاعتداءات الصهيونية لاتفاق وقف إطلاق النار حتى صباح الخامس من تموز، فقد بلغت ثلاثة آلاف وثمانمئة وتسعةً وستين خرقًا، توزعت على ألف وسبعمئة وسبعةٍ وتسعين خرقًا بريًّا، وألف وتسعمئة وخمسةٍ وخمسين خرقًا جويًّا، بالإضافة إلى مئةٍ وسبعةَ عشرَ خرقًا بحريًّا.
كما بلغ عدد الشهداء حتى صباح السبت مئةً وستةً وتسعين شهيدًا، إلى جانب أربعمئةٍ وواحدٍ وأربعين جريحًا.
المصدر: موقع المنار