في جريمة جديدة استهدفت صوت الاعتدال، اغتيل الشيخ رسول شحود، أحد أبرز علماء المسلمين الشيعة في سوريا، مساء أمس، في قرية المزرعة بريف حمص الغربي، ما أثار موجة غضب شعبية ومطالبات واسعة بكشف الفاعلين ومحاسبتهم.
ووفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعرّض الشيخ شحود لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحَين كانا يستقلان دراجة نارية، وذلك عقب مغادرته مجلس عزاء. وقد تمت ملاحقته وإطلاق النار عليه داخل سيارته. ولفت المرصد إلى أن الشيخ شحود كان قد أُوقف قبل الجريمة عند حاجز يتبع لـ”الأمن العام” التابع للسلطات الحاكمة في إدلب، بزعامة أحمد الشرع، المعروف سابقًا بـ”أبو محمد الجولاني”.
وأضاف المرصد أن مجموعات مسلحة محسوبة على سلطة دمشق فرضت طوقًا أمنيًا حول القرية عقب الاغتيال، وسط صمت رسمي لافت تجاه الحادثة.
وشهدت القرية احتجاجات شعبية غاضبة، رفع المشاركون فيها شعارات مندّدة بجرائم الاغتيال على خلفية الهوية الطائفية، وسياسات التصفية الممنهجة التي تطال شخصيات دينية معتدلة.
من جهتها، نعت الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع أهل البيت (ع) في سوريا، الشيخ شحود، ووصفت الجريمة بأنها “عمل غادر وجبان”، معتبرة أن استهداف هذا العالم “محاولة لبثّ الفتنة وشقّ الصف الوطني والإسلامي”، داعية إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف، ومحاسبة الجناة ومن يقف خلفهم.
وفي بيان منفصل، شدد أبناء الطائفة الشيعية في حمص على أن الاغتيال طال “رمزًا من رموز الاعتدال والوحدة”، وأكدوا أن الجريمة لن تمر بصمت، مطالبين بتحقيق العدالة بغضّ النظر عن هوية الجهة المنفذة.
ويُعدّ الشيخ رسول شحود شخصية دينية واجتماعية بارزة في ريف حمص الغربي. فقد أسّس أول ثانوية جعفرية في المنطقة، واهتم بتعليم الفقراء ورعاية أيتام الشهداء، وكان ملاذًا لأبناء منطقته بخطابه المعتدل ومواقفه الجامعة.
ويأتي اغتياله ضمن سلسلة طويلة من الجرائم التي استهدفت شخصيات دينية وعلمائية من مختلف الطوائف والمذاهب في سوريا، كان آخرها تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق الشهر الماضي، في مؤشر على استمرار محاولات تقويض التعايش الوطني وضرب النسيج المجتمعي السوري.
المصدر: وكالة يونيوز