أصاب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي حين أصرّ على إعلان تمسّكه بالحذر أمام الرأي العام اللبناني بعد زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك الى لبنان.
فخلال اثنتين وسبعين ساعة، كرّرها الرئيس بري مرتين : التفاؤل لا يغني عن الحذر في مثل الملفات مع الأميركيين وغيرهم في ما خصَّ وقف النار، ووقف الانتهاكات الصهيون
وحذَرُ رئيس المجلس في تصريحه ل”اللواء “، سرعان ما أكّد صوابيته براك في حديث لل “ذا ناشيونال ” خلع خلاله الدبلوماسية المبتسمة والمتفهّمة للموقف الرسمي اللبناني والراضية شكلا عن الرد اللبناني على الورقة الأميركية ، حيث حذّر من أنّ لبنان يواجه تهديدا وجوديا في حال لم يعالج مسألة سلاح حزب الله.
هذا التهويل اقترن بنوع آخر منه ، حيث قال : مع التحول الكبير والسريع في سوريا يمكن اذا لم يتحرّك لبنان أن يصبح من ضمن بلاد الشام مرة أخرى .
وهنا سؤال يطرح : هل هذا تناقض في مواقف برّاك أم تراجع عن مواقفه في بيروت ؟ كيف يمكن لمن يطلب في الورقة الأميركية ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا ، أن يذهب للتهويل بالجمع؟
تناقض أم تراجع : أيا كان الوصف ، أوّل المحرجين منه : حلفاء أميركا اللبنانيين … فهل سيستفسرون منه عن قصده ؟ بدل الوصاية والتلزيم ، ها هو يرد اعادتهم حقبات في التاريخ… الى بلاد الشام تحديدا.
وبعيدا من هؤلاء ، هناك عارفون حذرون … يسمعون الأميركي بأذن ، وعينهم على الصهيوني العائد من بلاد العم سام … تصرّفاته بالنسبة اليهم هي ما ستكشف : ما ينويه الأميركيون حقا للبنان.
المصدر: قناة المنار