الإثنين   
   21 07 2025   
   25 محرم 1447   
   بيروت 20:28

الصحافة اليوم 21-7-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 21-7-2025 سلسلة من الملفات المحلية والإقليمية والدولية.

البناء:

المجاعة بدأت تحصد الأرواح في غزة… وحملات التبرّع والاحتجاج ردّ الشعوب | السويداء: وقف النار الأميركيّ الهش بين الحضور الإسرائيلي وحشد النظام للعشائر | براك في لبنان يواجه أسئلة سورية عن مصداقية ضمانات واشنطن بوجه «إسرائيل»

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية ” دخلت المجاعة في غزة حيّز التنفيذ وبدأ الناس يموتون جوعاً، وقد بلغ عدد الأطفال الذين فارقوا الحياة بسبب سوء التغذية قرابة مئة طفل، لكن السقوط أرضاً ومفارقة الحياة بسبب الجوع بدأ يصبح مشهداً متكرراً، فالإعياء يسيطر على مئات الوجوه المتعبة، الأطباء يعجزون عن الوقوف على أقدامهم والصحافيون يكملون رسائلهم على الهواء بصعوبة، وسعر كلغ الطحين وصل إلى 75 دولاراً، وحسم السماسرة على المبالغ المحوّلة وصل إلى 48%، لكن الذين يؤمنون بغزة وشعبها ومقاومتها وصمودها لم ييأسوا ولن يستسلموا، وعمّت الاحتجاجات شوارع العالم مثلها مثل التبرعات، وتنادى الفقراء يجمعون قروشهم ودولاراتهم عشرة فوق عشرة لتصبح مئة، ومئة مع مئة ليقوموا بتحويل ثمن كيلوغرامات من الطحين تكفي لعدة أرغفة من الخبز يتقاسمها الجياع، بينما الذين يملكون المليارات يفعلون شيئاً مشابهاً فيضعونها فوق بعضها لتصبح تريليونات ويهدونها لدونالد ترامب، لمساعدة أميركا كي تعود عظيمة.
في سورية تترنّح الهدنة التي صنعها المبعوث الأميركي توماس براك، بعدما فشل تبادل المحتجزين، واستمر إطلاق النار وتساقطت القذائف، وبدا أن النظام يعيد حشد العشائر كما فعل خلال الأيام الماضية ويتحدّث عن عجز عن ضبط غضب العشائر وسلاحها، دون أن يجيب كيف يكون هناك سلاح خارج الدولة شرعيّاً ومقابله سلاح خارج الدولة غير شرعيّ، بينما يبدو أن الاحتلال لم يصل بعد إلى ما يريد ويعرف أن الكلام الأميركي الانتقادي لحكومة الكيان شيكات بلا رصيد، ومجرد فرقعة إعلامية بلا قيمة سياسية، وفي ختام كل تصريح أميركي يذكر اسم صاحبه، فكيف إن كان مصدره بلا اسم، تذكير بالتمسك بحق إسرائيل بالدفاع عن النفس وكل إطلاق نار إسرائيلي ولو كان في أقصى الدنيا هو بنظر واشنطن مجرد دفاع عن النفس.
في لبنان ينظر توماس براك الذي يبدأ لقاءاته اليوم، بعيون من زجاج منكراً المشهد السوري، ويتحدّث بثقة عن مثال سورية التي التقطت الفرصة والتحقت بالتغيير الذي تشهده المنطقة وعلى لبنان أن يلحقها، وكأن سورية ليست في قلب أتون حرب أهلية بسبب تصديق الضمانات الأميركية بوضع حد لـ»إسرائيل» وتجاوزها على سيادة الدول العربية، ولبنان لا يريد أن يلحق بالذهاب الى الحرب الأهلية التي يصدر براك اتفاقات وقف النار في حلقاتها المجنونة، ولا يحتاج لأن يدخل في مغامرة عنوانها تصديق الضمانات الأميركية لتنفيذ «إسرائيل» تعهداتها مجدداً، فقد صدق مرة ولن يعيدها قبل أن تنفذ واشنطن ضماناتها وتنفذ «إسرائيل» التزاماتها.

وصل المبعوث الأميركي توم برّاك إلى مطار بيروت الدولي أمس، ويستقبله رئيس الحكومة نواف سلام عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم في السرايا. وبعد ذلك يستقبله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حيث تمّ تقديم موعد اللقاء إلى اليوم بدلاً من يوم غد.
وستشمل جولة برّاك قيادات سياسيّة وروحيّة ووجوهاً نيابيّةً، فيما سيكتفي بتصريح من السّراي الحكومي بعد لقائه رئيس الوزراء نواف سلام.
وكانت اللّجنة الرّئاسيّة الثّلاثيّة اجتمعت في قصر بعبدا مساء أمس، لوضع اللّمسات النّهائيّة على الملاحظات اللّبنانيّة قبل تسليمها لبرّاك، والأخير سيتسلّم الرّدّ من رئيس الجمهوريّة.
في السّياق، اعتبرت مصادر متابعة، أنّه «لا يجب تحميل زيارة برّاك أيّ تبعات، ومن السّابق لأوانه الحديث عن أجواء تفاؤليّة أو تشاؤميّة قبل بدء لقاءاته»، مؤكّدةً أنّ «الرّدّ الأميركي ليس اتفاقاً جديداً بين لبنان و«إسرائيل»، وهو آليّة تنفيذيّة للاتفاق الموقَّع في تشرين الثّاني 2024، ويتضمّن مراحل متتالية ومتزامنة لتسليم السّلاح تزامناً مع الانسحاب الإسرائيلي».
تحمل زيارة المبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت دلالات مزدوجة، فهي من جهة استمرار للزخم الدبلوماسي الأميركي المرتبط بتنفيذ بنود الاتفاق اللبناني الإسرائيلي الموقّع في تشرين الثاني 2024، ومن جهة أخرى اختبار جديد لقدرة الأطراف اللبنانيّة على ترجمة مواقفها إلى التزامات قابلة للتنفيذ، في ظل انقسام داخلي حادّ وتوازنات إقليمية دقيقة.
لقاء برّاك المرتقب مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، والذي جرى تقديمه إلى اليوم بدلاً من الغد، يكتسب بحسب مصادر سياسية أهمية رمزيّة وعملانيّة معاً، لا سيما أنّه سيتسلّم الرّد اللبناني الرسمي على الورقة الأميركية التنفيذية. هذا الردّ الذي صيغ بعد نقاشات معمّقة داخل اللجنة الرئاسية الثلاثية في قصر بعبدا، يُفترض أن يعبّر عن إجماع الحدّ الأدنى بين القوى اللبنانية المعنية، وإنْ بدا واضحاً أنّه لا يعكس توافقاً سياسياً كاملاً.
وفيما حرصت مصادر متابعة على التقليل من «تضخيم الرهانات» المرتبطة بهذه الزيارة، إلا أنّ طبيعة الجولة التي سيقوم بها برّاك والتي ستشمل قيادات روحيّة ونيابيّة وسياسيّة، توحي بأنّ واشنطن تريد اختبار النبض الداخلي قبل المضيّ قدُماً في المرحلة التالية من الاتفاق، التي تتعلّق بتسليم السلاح اللبناني الثقيل في مناطق التماس، بالتزامن مع ترتيبات الانسحاب الإسرائيلي.
المفارقة تكمن في الصمت النسبي الذي يحيط بجوهر المقترحات الأميركية. فعدم صدور أيّ بيان مفصّل عن فحوى الآليّة، وامتناع برّاك عن أيّ تصريحات إعلاميّة خارج السرايا الحكومي، يعزّز الانطباع بأنّ واشنطن تعتمد سياسة «جسّ النبض الصامت»، ما يعكس حرصاً على تجنّب التصعيد أو تفجير الألغام السياسيّة الكامنة في الداخل اللبناني.
باختصار، لا تحمل زيارة برّاك حلولاً سحريّة، لكنها تشكّل علامة فارقة على طريق طويل، محفوف بالتعقيدات والتنازلات المتبادلة. أما النجاح في تحويل الاتفاق التنفيذيّ إلى واقع ملموس، فسيبقى رهن إرادة الفرقاء اللبنانيّين، وقدرتهم على تخطّي الحسابات الضيّقة لملاقاة فرصة نادرة لتثبيت الاستقرار الهشّ.
في سياق آخر تلقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان اتصالاً من قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى بأن البحث تناول الشؤون اللبنانية والدور الذي يقوم به الجيش في حفظ أمن وسلامة لبنان واللبنانيين، وثمّن دريان أداء الجيش في القيام بواجبه الوطني ومعالجة أي طارئ أمني في شتى أنحاء الوطن. وشدّد مفتي الجمهورية على أن «وحدة اللبنانيين ستبقى عصيّة في أي أزمة تستجدّ ومحصنة بتماسكهم وتلاحمهم وستبقى هي الأساس لتفشيل وإسقاط كل مَن يحاول نشر الفتنة بشتى الطرق في لبنان»، ودعا إلى «المزيد من التضامن الوطني لمواجهة هذه النوايا الخبيثة في إطار الدولة ومؤسساتها الشرعية». ودعا «لإبعاد لبنان عما يحدث في سورية الشقيقة… ونؤكد وحدة سورية أرضاً وشعباً ومؤسسات، ولا ينبغي أن نتدخّل في شؤون غيرنا ولا أن يتدخل أحد في شؤوننا اللبنانية». وختم: «دار الفتوى لن تسمح بجرّ لبنان إلى أتون الفتن الطائفية والمذهبية البغيضة والمحرّمة شرعاً، وتحرص دائماً على الوحدة الوطنية اللبنانية والعمل على درء الفتنة بالتعاون والتضامن مع البطريركية المارونية والأرثوذكسية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشيخة العقل وبقية المراجع الدينية والسياسية لمنع حدوث أيّ خلل ليس بالحسبان». ويتابع دريان الأوضاع العامة في لبنان مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام والوزير والنائب السابق وليد جنبلاط ورؤساء الطوائف.
وأكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التمسك بالبيان الذي صدر خلال الاجتماع الاستثنائي في دار طائفة الموحدين الدروز يوم الجمعة الفائت، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في السويداء للشروع بالمراحل التالية. وشدّد على أنَّ «الحلّ السياسيّ الشامل هو السبيل الوحيد للحفاظ على هيبة الدولة السورية وتلبية المطالب المشروعة لأبناء جبل العرب، وعلى ضرورة إطلاق حوار بين جميع المكوّنات الدينية والسياسية والطائفية برعاية الدولة». واستنكر «أي تصريح يدعو إلى حماية دولية أو إسرائيلية»، ورأى أنّ «هذه الطروحات تشكّل مسّاً بسيادة سورية وتاريخ السويداء الوطني والعربي»، داعياً إلى «وقف التصعيد ورفع الحصار عن المناطق المتضررة، والعمل الجاد لتفادي الانزلاق إلى مزيد من التوتر». ولفت إلى أن «دروز سورية جزء أصيل من النسيج العربي والوطني السوري، ولا يجوز إخراجهم من عروبتهم أو التعامل معهم كجسم منفصل عن محيطهم الطبيعي».
وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي: نشهد خلافاً حول المادة 112 من قانون الانتخابات التي عُلِّقت في الانتخابات السابقة لعدم صحّتها واستحداثُ 6 دوائر للمغتربين مخالف للمساواة التي هي مبدأ يكفله الدستور، كما أن حصر المغتربين بـ6 مقاعد يتعارض مع حقّهم في التواصل مع وطنهم وما نشهده هو عملية إقصاء للمغتربين، الذين يتطلّعون إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة بكل حرية، ولا بدّ من إلغاء المادة 112 لأجل حماية الحرية”.

الأخبار

تقليص إسرائيلي لهوامش الشرع: هكذا غرّر توماس براك بالسوريين

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية ” رغم محاولة السلطات في دمشق الإيحاء بأنّ تدخّلها في محافظة السويداء، طوال الأيام الماضية، كان «قراراً سورياً محضاً»، إلا أنّ جملة من المعطيات الأخيرة تكشف، أكثر فأكثر، أنّ حكومة أحمد الشرع مقيّدة بهامش «حرية التحرك» الذي تسمح به إسرائيل، وهو ما انعكس في حديث مسؤولين إسرائيليين، الجمعة، عن أنّ تل أبيب «وافقت على السماح للقوات السورية بالوصول بشكل محدود إلى منطقة السويداء في جنوب سوريا خلال اليومين المقبلين».

ويُضاف إلى ذلك، حديث مصادر متعدّدة عن أنّ حراك القوات الأمنية التابعة للشرع جاء على خلفية «انتشاء» سوري مبالغ فيه بـ«المديح الأميركي»، ورسائل تلقّتها دمشق من كل من واشنطن وتل أبيب، «وأساءت فهمها».

وفي هذا السياق، نقلت وكالة «رويترز»، أخيراً، عن ثمانية مصادر مطّلعة قولها إنّ الحكومة السورية أخطأت «في قراءة كيفية ردّ إسرائيل على انتشار قواتها في جنوب البلاد هذا الأسبوع»، بعدما شجّعتها على ذلك «الرسائل الأميركية حول ضرورة أن تحكم الدولة المركزية سوريا»، وجعلتها تعتقد أنها «تمتلك الضوء الأخضر من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل لإرسال قواتها جنوباً».

وأردفت المصادر أنّ هذا الاعتقاد استند إلى تعليقات عامة وخاصة للمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك، وكذلك إلى المحادثات الأمنية الناشئة مع إسرائيل؛ إذ إنّ عمليات القتل في محافظة السويداء جاءت بعد أيام قليلة من طرح برّاك «رؤية قوية لسوريا المركزية»، وحديثه عقب لقائه الشرع عن أنّ «ما تعلّمناه هو أنّ الفيدرالية لا تعمل».

وآنذاك، أوضح برّاك أنه يريد من الجزء الذي يقوده الأكراد في شمال شرق سوريا، أن يقدّم «تنازلات أكبر» للشرع، باعتبار أنّ «هناك طريقاً واحداً فقط، وهو يؤدي إلى دمشق».

كما وصل برّاك إلى حدّ مقارنة الشرع بجورج واشنطن، والتلميح إلى أنّه في حال «لم يقم لبنان بتحسين تصرفّاته قريباً، فقد ينتهي به الأمر إلى الاندماج في سوريا الكبرى»، في تصريحات غريبة حول بلد «لا يزال محطّماً بعد سنوات عديدة من الحرب الأهلية، وتكافح حكومته، التي تعاني من نقص شديد في المال والأشخاص المؤهّلين، من أجل إعادة بناء جيش وطني»، طبقاً لما أوردته مجلة «تايم» الأميركية.

ولم تكن مواقف المبعوث الأميركي مستجدّة، بل إنّ الأخير عمد، طوال المدّة الماضية، إلى ترداد مواقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتعزيزها؛ ورغم أن ترامب لم يولِ اهتماماً كبيراً لسوريا في الأشهر الأولى من العام، إلا أنّ ذلك تغيّر عقب لقائه بالشرع في الرياض في أيار، لا سيّما وأنّ الرئيس الأميركي، مدفوعاً بتشجيع من زعماء تركيا ودول الخليج على احتضان الحكومة السورية الجديدة، وإسقاط العقوبات التي تخنق الاقتصاد السوري منذ مدّة طويلة، امتثل بسرعة لتلك المساعي، مضيفاً «لمسته الخاصة» عليها حتى، بعدما اعتبر أنّ الشرع «رجل جذاب»، وذو «ماضٍ قوي».

ورغم ذلك، وردّاً على أسئلة من «رويترز»، نفى مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية أن تكون تعليقات برّاك قد أثّرت على قرار نشر القوات، الذي اتّخذ بناءً على «اعتبارات وطنية بحتة»، وبهدف «وقف إراقة الدماء وحماية المدنيين ومنع تصعيد الصراع المدني»، على حدّ تعبيره.

على أنّ مصدراً سورياً مع آخر غربي أكّدا أنّ دمشق كانت تعتقد أنّ المحادثات التي أجرتها مع تل أبيب الأسبوع الماضي في باكو، أسفرت عن تفاهم في شأن نشر قوات في جنوب سوريا لوضع السويداء تحت سيطرة الحكومة، فيما أشار مسؤول عسكري سوري إلى أنّ المراسلات مع الولايات المتحدة «دفعت السلطات السورية إلى الاعتقاد بأنها قادرة على نشر قوات من دون أن تواجهها إسرائيل».

وأردف المسؤول أنّ المسؤولين الأميركيين لم يردّوا عندما أُبلغوا بخطط نشر القوات، ممّا دفع القيادة السورية إلى الاعتقاد بأنه تمّت الموافقة عليها ضمناً، «وأنّ إسرائيل لن تتدخّل».

وأكّد دبلوماسي مقيم في دمشق، بدوره، للوكالة البريطانية، أنّ السلطات السورية شعرت بـ«ثقة مفرطة» لشنّ عمليتها الهادفة إلى القبض على السويداء، وذلك «بناءً على رسائل أميركية، تَبيّن أنها لا تعكس الواقع».
وبالعودة إلى مجلة «تايم»، فإنّ حديث واشنطن عن حكومة سورية «مركزية» قوية لا يعكس «وجهة نظر الإسرائيليين». فرغم سعادتهم بالتخلّص من بشار الأسد، فإنّ الإسرائيليين لا يثقون في الشرع، الجهادي السابق، والذي كان ذات يوم زعيماً للفرع السوري لتنظيم «القاعدة».

وطبقاً للمصدر نفسه، يعتقد الإسرائيليون، على الأرجح، في كثير من الأحيان، أنهم يكونون أكثر أماناً عندما يكون جيرانهم العرب ضعفاء ومنقسمين للغاية، «بحيث لا يشكّلون تهديداً»، ممّا يفسر المطالب الإسرائيلية الأخيرة بأن يظلّ جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح.

وتتابع المجلة: «ربما أوحت تعليقات برّاك، في التاسع من تموز، بنوع من التفويض المطلق للشرع، مفاده: (افعل ما عليك فعله لجعل الأقليات المزعجة في البلاد تتماشى) مع الحكومة».

وإذ كان الأخير يعلم أنّ الإسرائيليين لا يريدون منه أن يرسل قوات إلى السويداء، فهو ظلّ منخرطاً لأسابيع في محادثات خلف الكواليس مع إسرائيل، في جهد ترعاه الولايات المتحدة لحلّ عقود من التوتّرات حول مجموعة من القضايا. ولعلّ الشرع افترض، بناءً على ذلك، أنّ الإسرائيليين والأميركيين قد توصّلوا إلى حلّ للتباينات في مواقفهم تجاهه.

وفي حال كان الأمر كما تقدّم، «فإنّ الشرع كان مخطئاً». ورغم أنّ وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أكّد من المكتب البيضاوي مع ترامب وأحد أفراد العائلة المالكة البحرينية الزائرين، للصحفيين، أنّ انفجار الأوضاع نشأ من «سوء تفاهم، على ما يبدو، بين الجانب الإسرائيلي والجانب السوري»، إلا أنّ سوء التفاهم ذاك كان جزئياً «مع الرئيس الأميركي».

وبحسب أصحاب الرأي المتقدّم، ورغم أنّ قرار ترامب منح الشرع دعمه الكامل، «ليس بالضرورة خاطئاً»، نظراً إلى أنّ «الدولة السورية الموحّدة هي ما تريده الأغلبية المسلمة السنية في البلاد، وتفضّله القوى الإقليمية الأكثر نفوذاً، أي تركيا والسعودية»، إلا أنّ مثل ذلك السيناريو يتطلّب «مرونة إسرائيلية»، نظراً إلى أنّه في حال استمرت إسرائيل في إلقاء القنابل على سوريا، فإنّ احتمالات السلام على «طول حدودهما» قد تتبخّر، ومعها الدبلوماسية الهادئة التي تنتهجها إدارة ترامب بين البلدين.

يُضاف إلى ذلك، أنّه «يمكن لترامب وبرّاك أن يقولا ما يحلو لهما عن الشرع، وأن يعتبراه جورج واشنطن السوري»، إلا أنّه في حال «لم يضغطوا عليه بقوة أكبر لكبح جماح البلطجية الطائفيين في صفوفه، فقد يتبيّن أنه أشبه بصدام حسين إلى حدّ كبير»، على حدّ تعبير المجلة الأميركية”.

عزف أميركي على أنغام “إسرائيل”: حُكم الشرع على المحكّ

وتحت هذا العنوان كتبت الأخبار ” بهدوء، ومن دون ضجيج، تراجع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، عن تصريحات سابقة له أعلن فيها رفضه إقامة أيّ فدرالية في سوريا، ودعمه للسلطات السورية الانتقالية في حربها على الفصائل المحلية في السويداء. وجاء ذلك بعد تصعيد إسرائيلي غير مسبوق ضد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الذي حظي بدعم أميركي كبير في الفترة السابقة.

وبرّاك، الذي أظهرت تصريحاته تضارباً كبيراً مع توجّهات إدارة دونالد ترامب الداعمة لإسرائيل، ورغبتها في فرض معادلة جديدة في الخريطة السورية، عنوانها عمليات تقسيم طائفية في إطار حكم لا مركزي هناك، أشار في تصريحات جديدة، إلى أن «المجتمع الدولي احتشد إلى حدّ كبير خلف الحكومة السورية الناشئة، مراقباً بتفاؤل حذر سعيها للانتقال من إرث من الألم إلى مستقبل مُفعم بالأمل».

وتابع أن «هذا الطموح الهش تخيّم عليه الآن صدمة عميقة(…) الأعمال الوحشية التي ترتكبها الفصائل المتحاربة على الأرض، تقوّض سلطة الحكومة، وتعطّل أي مظهر من مظاهر النظام».

وبينما تسرّب وسائل إعلام أميركية معلومات عن «حالة غضب أميركية تجاه إسرائيل بسبب سلوكها في سوريا»؛ ومن ذلك ما نقله موقع «أكسيوس» عن مسؤول في البيت الأبيض لم يسمّه، من أن «بيبي (نتنياهو) تصرّف كمجنون.

يقصف كل شيء طوال الوقت. هذا قد يقوّض ما يحاول ترامب تحقيقه»، تظهر التصريحات الرسمية الأميركية اتساقاً كبيراً مع المساعي الإسرائيلية، الأمر الذي عبّرت عنه، بشكل صريح، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، التي أكّدت أن الولايات المتحدة لا تعارض إعلان الفدرالية أو الحكم الذاتي في سوريا، معتبرةً أن الأمر متروك للسوريين لتحديد قرارهم.

وعلى مدار الأسبوع الماضي، لعبت الولايات المتحدة، عبر مبعوثها إلى سوريا، الذي يشغل منصب السفير في أنقرة أيضاً، دوراً بارزاً في محاولة إيجاد صيغة تهدئة تقبل بها إسرائيل، وتكبح جماح الفصائل التابعة أو المرتبطة بالإدارة السورية الجديدة، والتي ارتكبت في السويداء مجازر بالعشرات، وُثّق بعضها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قام منفّذوها بنشرها للتباهي.

ومثّل ذلك استعادة لما عاشته اللاذقية – في آذار الماضي -، التي ما زالت تنتظر وفاء الإدارة بوعودها بمحاسبة مرتكبي تلك المجازر، بعد أن أعلن الشرع، أمس، تسلّمه التقرير النهائي للجنة التحقيق، في 13 الحالي، ما أثار تساؤلات حول سبب التأخر في الإعلان عن هذا التطور.

وبالعودة إلى برّاك، الذي حطّ في الأردن، حيث استقبل مبعوثين من إسرائيل وتركيا، التي تحاول إيجاد خريطة طريق جديدة للتهدئة بالتعاون مع السعودية، ومع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، فقد أعلن، لثلاث مرات متتالية، عن التوصل إلى تهدئة في السويداء، تقضي بتوقف العمليات العسكرية، وسحب القوات الموالية (العشائر) أو التابعة للإدارة السورية الجديدة، ونشر قوات أمنية سورية لمنع أي اختراقات، وهو ما فسّره بيان لاحق للشيخ حكمت الهجري عن أن القوات الأمنية ستنتشر على حدود السويداء، بالإضافة إلى فتح معابر إنسانية لإخراج العشائر (لم يحدّد بدقّة المقصود بهذه النقطة: العشائر البدوية التي تعيش في السويداء أم قوات العشائر التي اخترقت المحافظة وقامت بارتكاب مجازر وانتهاكات)، فضلاً عن محاسبة مرتكبي المجازر. ولربما يمكن عدّ ذلك بمثابة رضوخ من الإدارة السورية الجديدة للمطالب الإسرائيلية المُعلنة منذ البداية، والتي تفرض منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، وتتخذ من حماية الدروز حجة لتأسيس واقع جديد في الخريطة السورية.

وفي خضمّ ذلك، بدا لافتاً اللقاء الذي عقده برّاك مع قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، والذي تبعه إعلان حساب السفارة الأميركية في سوريا أن برّاك عبّر عن تقديره لقيادة عبدي، مشيداً بدور «قوات سوريا الديمقراطية» في مواصلة جهودها بالشراكة مع الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم «داعش» في سوريا.

وأثار ذلك تساؤلات عديدة حول الدور الذي من الممكن أن تلعبه «قسد» في المستقبل السوري، في ظل تعثّر المساعي الأميركية لضمّها إلى هيكلية وزارة الدفاع الناشئة، ودمج «الإدارة الذاتية» بالدولة، بالرغم من الضغوط الأميركية، التي وصلت إلى حدّ شنّ برّاك نفسه هجوماً لاذعاً على «قسد»، على خلفية موقفها المتشدّد حيال عدد من النقاط الخلافية مع الإدارة الجديدة.

في السياق ذاته، خرج وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بتصريحات جديدة حمّل خلالها مسؤولية وقف «كارثة الجنوب» للسلطات السورية التي أكّد أنه يجب عليها إنهاؤها «إذا أرادت الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحّدة وشاملة وسلمية خالية من تنظيم داعش والسيطرة الإيرانية، وذلك عبر استخدام قواتها الأمنية، لمنع التنظيم، وأي جهاديين عنيفين آخرين، من دخول المنطقة وارتكاب المجازر»، مطالباً، في منشور له على منصة «إكس» بمحاسبة وتقديم أي شخص «مذنب بارتكاب فظائع إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها، وبوقف عمليات اغتصاب وقتل الأبرياء، التي حدثت ولا تزال تحدث».

وفي نظرة أوسع إلى الصورة التي شكّلتها مجازر السويداء، وما أفضت إليه من واقع جديد للمحافظة التي أصبحت، حتى الآن، خارجة بشكل كامل عن سيطرة الحكومة، بعد أن كانت تملك فيها حضوراً على مستوى المحافظ وبعض المناصب الأمنية القيادية، وباتت تحت سلطة إسرائيل – التي يتطلب دخول الحكومة السورية إلى السويداء موافقة منها -، يتبيّن تشكّل واقع جديد أمام إدارة الشرع، التي وضعت نفسها بسبب هذه المجازر أمام احتمالات ضيقة: فإمّا أنها غير قادرة على ضبط فصائلها المتشدّدة (وهو التعهّد الذي قدّمه الشرع لأميركا)، أو أن تصريحاتها السابقة حول إنشاء دولة مواطنة مجرّد غطاء لاستمرار نشاط الجماعات المتشدّدة.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من عودة نشاط تنظيم «داعش»، إلى جانب تعثّر مساعي ترامب، الراغب في الحصول على جائزة «نوبل للسلام»، عبر دفع عمليات التطبيع مع إسرائيل، تحت مسمى اتفاقات «أبراهام» التي كانت تسير الإدارة السورية الجديدة نحوها. ومن شأن كل ذلك أن يعيد «قسد»، الحليف الوثيق لواشنطن، إلى واجهة الأحداث، في ما يمكن اعتباره رسائل مشفّرة إلى الشرع، الذي يواجه في هذه الأثناء إحدى أصعب العقد، منذ تولّيه السلطة”.

اللواء:

برّاك في بيروت بعد دمشق: اعتراض على عدم تحديد مهل الخطوات المتلازمة
سلام يؤيِّد مطلب الراعي إلغاء الدوائر الـ6.. وتوسُّع الاتصالات مع جنبلاط وأبوالمنى لمنع تسرُّب الفتنة

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة اللواء اللبنانية ” سرّعت الأحداث الدامية، في الجنوب السوري، لا سيّما في السويداء بين فصائل درزية مسلحة وأخرى من البدو المسلحين أيضاً، عودة سفير الولايات المتحدة الاميركية في أنقرة طوم براك والمكلف بإجراء ترتيبات للوضع في سوريا ولبنان.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى ان المبعوث الأميركي يتسلم اليوم الملاحظات اللبنانية على الرد الأميركي بشأن ما قدمه لبنان في المرة السابقة رداً على الورقة الأميركية، وأكدت ان هذه الزيارة تؤشر الى الإهتمام الأميركي المباشر بالملف اللبناني اذ إنها تأتي بعد اسبوعين على زيارته الأخيرة لبنان.
وقالت المصادر ان هذه الملاحظات ستدرس مع العلم انها منبثقة عن تأكيدات سابقة بشأن حصر السلاح بيد الدولة وهي ثوابت تمت الأشارة اليها منذ البداية مع تأكيد أهمية الانسحاب الأسرائيلي من النقاط التي لا يزال يحتلها، وعلم ان تشاورا لبنانيا رسميا قام بشأنها، في حين انها خالية من موقف حزب الله.
ويزور براك الرئيس جوزف عون في بعبدا عند الساعة التاسعة من صباح اليوم قبل سفر رئيس الجمهورية إلى مملكة البحرين، ثم يزور براك السراي الكبير عند الساعة العاشرة والنصف من قبل الظهر، حيث سيستقبله الرئيس سلام مع الوفد المرافق له، على أن يلتقي الرئيس بري غداً الثلاثاء ، كما يعقد برّاك لقاءات مع قيادات سياسية وروحية ومع عدد من النواب إلى عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي.
ويسعى برّاك لتسلم الردّ اللبناني على ردّه على ورقة المقترحات، ذات الصلة بتنفيذ القرار 1701، بدءاً من وقف العمليات العدائية التي تحدث عنها قرار وقف اطلاق النار في 27ت2 2024، والذي التزم لبنان به التزاماً كاملاً، باعتراف الدولتين الضامنتين وهما واشنطن وباريس، وقوات الامم المتحدة (اليونيفيل) العاملة في الجنوب.
وعشية الجولة المتوقعة اليوم للدبلوماسي الاميركي اجتمعت اللجنة الرئاسية الثلاثية في بعبدا مساء أمس لإجراء قراءة أخيرة لمسودة الملاحظات اللبنانية، قبل مهرها رسمياً وتسليمها خطياً للموفد الاميركي.
وعلمت «اللواء» أن ورقة الرد الرئاسية اللبنانية باتت جاهزة وقد بحث الرئيسان عون وبري في لقاء بينهما مؤخراً بعض الملاحظات التي وضعتها اللجنة الرئاسية على الرد الاميركي، ووضعت اللمسات الاخيرة عليها بين الرؤساء بري وعون ونواف سلام، خلال اليومين الماضيين وبما يراعي مطالب وهواجس الدولة اللبنانية وملاحظات حزب الله لتسليمها الى برّاك اليوم.
وحسب المعلومات طلب برّاك ايضاحات واجوبة طرحها حول الرد اللبناني، بعدما قدم اجوبة ردودا وايضاحات على اسئلة طرحها الجانب اللبناني في رده. وان الرد اللبناني لم يتضمن تحديد المهل التي يقتضيها تنفيذ كل مرحلة من مراحل تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة، لكن لم يتضمن مواعيد محددة لبدء وانتهاء هذه المراحل.
وذكرت المصادر أن الرد اللبناني ليس اتفاقاً جديداً بين لبنان وكيان الاحتلال بل آلية تنفيذية لإتفاق وقف اطلاق النار بحيث يتزامن سحب السلاح مع تنفيذ الاحتلال المطلوب منه ايضاً وفق المراحل المقترحة، ويؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل من مناطق الجنوب، ويشدد على مسألة تحرير الأسرى وإعادة إعمار الجنوب، كما يؤكد على الاستعداد لتنظيم العلاقات مع سوريا وترسيم الحدود كما على وضع برنامج لعودة النازحين السوريين.
واشارت المصادر الى ان «الرد لا يعترض على البحث في مسألة سلاح حزب الله ويشترط ضمانات أميركية بعدم استمرار خروقات إسرائيل». واكدت ان لبنان تعهد في رده على الوثيقة الأميركية بإجراء إصلاحات اقتصادية ومالية.
ودعت مصادر أمنية إلى عدم تحميل مجيء بّراك أي تفسيرات خارج السياق.
فالدبلوماسي الاميركي الذي كان يشرف شخصيًا على ترتيبات إنهاء القتال في السويداء، وبعد التأكد من ضمان اتفاق وقف اطلاق النار، انتقل الى لبنان بعدما كان قد حذر سوريا أنها تقف عند منعطف حاسم ويجب أن يسود السلام والحوار، مشيرة الى أنه من السابق لاوانه الحديث عن أجواء تفاؤلية أو تشاؤمية قبل بدء لقاءاته.
وكشفت المصادر الى أن الرد الاميركي ليس اتفاقًا جديدًا بين لبنان واسرائيل، بل هو عبارة عن آلية تنفيذية للاتفاق الذي وقّع في تشرين الاول وهو يتضمن مراحل متتالية ومتزامنة لتسليم السلاح، بالتزامن مع الانسحاب الاسرائيلي.
وأشارت المصادر تعليقًا على رفض حزب الله إعطاء أي رد على الورقة الاميركية بأنه ليس المطلوب أن يعلن حزب الله موافقته فهو أصلا كان قد وافق على البيان الوزاري للحكومة الذي ينص على بند حصرية السلاح، وللمفارقة أن نواب الحزب جددوا الثقة بهذه الحكومة في الجلسة النيابية الاخيرة، وأضافت أن مخاوف حزب الله يتم أخذها بعين الاعتبار إلا أن الاكيد أن أي اتفاق سيضمن انسحابًا اسرائيليًا تامًا من كل الاراضي اللبنانية.
يذكر أن برّاك طلب إيضاحات على الرد اللبناني وأجوبة على أسئلة طرحها،وتوقفت المصادر عند الرد اللبناني الذي تضمن تحديد المهل التي تقتضيها كل مرحلة من مراحل إنهاء ملف السلاح إلا أن الرد اللبناني لم يتضمن مواعيد بدء أو نهاية هذه المراحل، وهو ما طلب توضيحًا من وزارة الخارجية الاميركية التي هي من قامت بدرس الرد وليس برّاك وحده.
وتتحدث مصادر قريبة من «الثنائي» أن لبنان مصر على موقفه لناحية أن هناك اتفاقاً لوقف اطلاق النار، واسرائيل لم تلتزم به، ولا يمكن البدء إلاّ من هذه النقطة، كالانسحاب من النقاط الخمس واطلاق الاسرى لديه، ووقف الاعتداءات، وعدم التعرض للمواطنين الذين يسعون لاعادة إعمار منازلهم.

الراعي يعارض 6 نواب للمغتربين

انتخابياً، طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لمناسبة عيد مار شربل، على مسمع الرئيس عون بإلغاء المادة 112 من قانون الانتخابات، معتبراً أن استحداث 6 دوائر للمغتربين مخالف للمساواة التي هي مبدأ يكفله الدستور، وما نشهده هو عملية إقصاء للمغتربين، الذين يتطلعون إلى المشاركة في الانتخابات بكل حرية.
ومن الديمان، بعد لقاء مع البطريك الراعي دعا الرئيس سلام إلى إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب الحالي من أجل حماية الوحدة الداخلية، معتبراً أن هذه المادة هي أشبه بعملية إقصاء يلغي حق المنتشرين الطبيعي بالتصويت في كل الدوائر الانتخابية المئة وثماني وعشرين على مساحة الوطن. مشيراً إلى أنها كانت موضع خلاف وانقسام بين السياسيين. وعلقت هذه المادة بانتخابات 2018 و 2022 لعدم صحتها.
ونوَّه الرئيس سلام بأهمية الدور الذي تضطلع به بكركي في ترسيخ الثوابت الوطنية وتعزيز الشراكة بين اللبنانيين.

توسع الاتصالات لدرء الفتنة

والى ذلك، استمر انشغال لبنان بتطورات الوضع السوري ومنع انعكاسه الخطير على لبنان برغم وقف اطلاق النار في السويداء، وتلقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان امس، اتصالا من قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى بأن البحث تناول الشؤون اللبنانية والدور الذي يقوم به الجيش في حفظ أمن وسلامة لبنان واللبنانيين، وثمن دريان أداء الجيش في القيام بواجبه الوطني ومعالجة أي طارئ امني في شتى أنحاء الوطن.
وشدد مفتي الجمهورية على أن «وحدة اللبنانيين ستبقى عصية في أي أزمة تستجد ومحصنة بتماسكهم وتلاحمهم وستبقى هي الأساس لتفشيل وإسقاط كل من يحاول نشر الفتنة بشتى الطرق في لبنان»، ودعا إلى «المزيد من التضامن الوطني لمواجهة هذه النوايا الخبيثة في إطار الدولة ومؤسساتها الشرعية».
وقال: لا بديل عن الدولة وهيبتها وفرض سيطرتها وأحكامها على كامل أراضيها، فهي مظلة الجميع والضامن الوحيد للنظام وسلطة القانون والحقوق والحريات والمواطنة المتساوية والعدالة بين جميع المواطنين.
أضاف: ندعو لإبعاد لبنان عما يحدث في سوريا الشقيقة، فلديهم دولة قادرة على معالجة الوضع الأمني فيها وقيادة حكيمة ورشيدة ، ونؤكد وحدة سوريا أرضاً وشعبا ومؤسسات، ولا ينبغي أن نتدخل في شؤون غيرنا ولا أن يتدخل أحد في شؤوننا اللبنانية.
وختم: ان دار الفتوى لن تسمح بجر لبنان إلى أتون الفتن الطائفية والمذهبية البغيضة والمحرمة شرعا، وتحرص دائما على الوحدة الوطنية اللبنانية والعمل على درء الفتنة بالتعاون والتضامن مع البطريركية المارونية والأرثوذكسية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشيخة العقل وبقية المراجع الدينية والسياسية لمنع حدوث أي خلل ليس بالحسبان.
وتابع دريان الأوضاع العامة في لبنان مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام والوزير والنائب السابق وليد جنبلاط ورؤساء الطوائف اللبنانية.
وكان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قد استقبل عصر السبت في كليمنصو رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي، في حضور رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط واعضاء الكتلة النواب مروان حمادة، هادي أبو الحسن وائل أبو فاعور اكرم شهيب والدكتور بلال عبد الله وفيصل الصايغ.
بعد اللقاء، قال جنبلاط «حتى الآن نتمسك بالبيان الذي صدر أمس ونُصرّ عليه بوقف إطلاق النار في السويداء، وبعد ذلك ننطلق إلى المراحل التالية».
من جهته، قال الرئيس فؤاد السنيورة: جئنا هنا لنعبر عن تضامننا الكامل ودعمنا للمواقف الوطنية التي يتخذها الأستاذ وليد جنبلاط واللقاء الديمقراطي. وبالتالي، ندعو إلى رص الصفوف للوقوف في وجه الفتنة، سواء في سوريا أو لمنع امتدادها إلى لبنان. ونحن على ثقة كاملة بأن الشعب اللبناني قادر على مواجهة هذه الفتنة، ومن يحاول استيرادها إلى لبنان، كما أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية ستكون لها بالمرصاد.
كما قال الرئيس تمام سلام: أتينا إلى هذا البيت الكريم، الذي تعوّدنا دائماً أن يتصدى لكل ما يمسّ مصلحتنا الوطنية ولبناننا العريق. بوركت مواقف وليد بك، وهذا البيت العريق.
وتوسعت حركة الاتصالات مع القيادات الدرزية لدرء الفتنة، واتصل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى بكل من النائبين السابقين وليد جنبلاط وطلال أرسلان، متبادلاً واياهم التعازي بالشهداء الذين قتلوا في السويداء، كما تلقى إتصالاً هاتفياً من الرئيس بري مؤكداً «تضامنه مع أبناء الطائفة حول ما جرى من أحداث في مدينة السويداء، وتنويهه بمواقف سماحته ومواقف الاستاذ وليد جنبلاط لدرء الفتنة في لبنان». كذلك تلقى الشيخ ابي المنى إتصالاً تضامنيا ومنوّها بمواقفه من الرئيس العماد ميشال سليمان، وكذلك اتصالاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، واتصالا ايضا من رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور، الذي أعرب له عن «تضامنه الكامل مع أبناء الطائفة في لبنان وسوريا»، وأمله في «إنتهاء المحنة العصيبة التي يمر بها أبناء الوطن السوري، وبأن يسود الاستقرار والأمان في ربوعه».
وتواصلت قيادة الجيش اللبناني مع كل من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابو المنى، للتأكيد على متابعة الموقف الرافض لتسرب الفتنة عبر الحدود.

وفد العشائر عند أبو المنى

وفي إطار السعي لاحتواء أي محاولت للاتيان بالفتنة إلى لبنان ومنعها، التقى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبو المنى. وفدا من عشائر «الزريقات» العربية في الشويفات وخلدة والسعديات وعين دارة وبحمدون برئاسة شيخ العشيرة «ابو ديب» كامل الضاهر.
ورحب شيخ العقل خلال اللقاء بالوفد، داعيا الى «وأد الفتنة وحقن الدماء، وقال: «نشد على يد العقلاء لوقف هذه المأساة في جبل العرب جبل سلطان باشا الاطرش، والتاريخ ناصع. لكن ثمة أشياء غريبة تحصل، غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا، فلماذا ندق النفير العام ضد السويداء؟ لماذا لا يكون من اجل غزة؟ نحن نحاول تهدأة شبابنا والفزعات، كي لا تنزلق الأمور إلى مواجهة عبثية في لبنان لا سمح الله، وتسبب بضرب العيش المشترك».
وباسم وفد العشائر تحدث الشيخ الضاهر فقال : «معا كنا منذ الف عام وسنبقى، ونشكر رئيس الجمهورية والقوى الامنية والحزب التقدمي الاشتراكي ، واننا كعشائر عربية التاريخ يكتب العلاقة بيننا وسنكمل بنفس النهج مسار الطريق، نعم ثمة فجوات كما يحصل في جبل العرب جبل الكرامة والشهامة لكن علينا ان نكون واعين وقدوة بعباءة الله ووليد بك جنبلاط، الذي يغلّب لغة العقل، وكي «لا يفلت الملق». نحن كعرب عشيرة الزريقات نفس واحدة، وعلينا استخدام ذلك لوأد الفتنة بوجه من يرمي الكلام والمال لتأجيجها، واننا نقوى ببعضنا البعض كي نرد الفتنة. وعلى الدولة السورية برئاسة الشرع توقيف نزيف الدم ومعالجة الأمر وإقامة مصالحة كما هي عاداتنا».
وأعلنت بلدية عاليه وجمعية تجار المدينة عن الإقفال التام غداً الثلاثاء حداداً على ضحايا أهالي السويداء.

أمن الجنوب شهداء وتفجيرات

في اطار اعتدءاته المتواصلة يومياعلى قرى الجنوب واهله، شن الطيران المسير الاسرائيلي يوم السبت غارة على منطقة مطل الجبل في مدينة الخيام تسببت بإرتقاء شهيد. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، «أن الجيش أغار في وقت سابق اليوم السبت، وقضى على أحد عناصر قوة الرضوان في حزب الله والذي كان ضالعًا في محاولة إعادة اعمار بنى تحتية في منطقة الخيام جنوب لبنان».
كما افيد بعد ظهر السبت بسقوط بإرتقاء شهيد في غارة معادية استهدفت دراجة نارية في حي الشرابيك في بلدة يحمر الشقيف في قضاء النبطية.وتوجهت فرق الإسعاف إلى مكان الغارة.
كما ألقت درون اسرائيلية قنبلة على الحي الشرقي لبلدة الضهيرة الحدودية في قضاء صور من دون وقوع اصابات.
وبعد الظهر توغلت دبابة «ميركافا» معادية من الموقع المستحدث في جل الدير خراج بلدتي عيترون – مارون الراس لحوالي كيلومتر متر داخل الاراضي اللبنانية قبل ان تعود باتجاه نقطة تمركزها.
وامس الاحد، شن العدو الصهيوني غارة من مسيّرة استهدفت منطقة المحافر في أطراف عيترون في قضاء بنت جبيل.
والقت محلقة معادية فجر الأحد، قنابل تفجيرية على معمل للحجارة بين بلدتي يارون ومارون الراس
كما ألقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، مناشير ورقية تحريضية فوق بلدة يارون الجنوبية، تتضمن «تحذيرات لسكان البلدة من التعاون مع حزب الله أو السماح باستخدام ممتلكاتهم ومنازلهم لأغراض عسكرية»، على حد تعبير المنشور.
وحملت المناشير التي ألقيت تهديدًا واضحًا، حيث كُتب عليها: «هذا المكان يعمل لصالح ومصلحة حزب الله. المنطقة ستبقى هدفاً للتدمير»، كما دعت السكان إلى متابعة إذاعة معينة (106 FM) لمزيد من التفاصيل.
وسجل تحيلق مُسيّرات معادية على علو متوسط فوق قرى بنت جبيل وقرى منطقة النبطية”.

المصدر: الصحف اللبنانية