تُواصل الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية وضع كيان الاحتلال الإسرائيلي أمام تحدٍّ متصاعد، في ظل فشل الحملات العسكرية والعدوان الجوي الأميركي – الصهيوني في إسكات الجبهة اليمنية، وسط اعترافات من داخل الكيان باستخدام مطارات في دول قريبة من اليمن لإطلاق طائرات مسيّرة تستهدف منشآت يمنية.
ويُخيّم الشعور بالعجز أمام النشاط اليمني المتصاعد على العقل الأمني والسياسي في كيان الاحتلال، لا سيما مع تصاعد التقديرات التي تؤكد أن الساحة اليمنية باتت فاعلاً استراتيجياً في استنزاف الجبهة الداخلية للكيان، وعجز جيش الاحتلال عن إيجاد وسائل فعّالة لوقف الهجمات المتواصلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
محللون وخبراء صهاينة أكدوا أن المواجهة مع اليمن ستكون طويلة الأمد، وأن “تل أبيب” لن تتمكن من إسكات هذه الجبهة طالما استمر العدوان على قطاع غزة، وجرائم الإبادة المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وقال الناشط السياسي الصهيوني موشيه بنحاس “لدينا سبع جبهات لم نهمل أيًّا منها، فحكم اليمن كحكم إيران وغزة والضفة الغربية. يجب أن نعمل وفق الاحتمال لا النتائج، والاحتمال اليمني هو التدمير والقضاء علينا. ورد الجيش الإسرائيلي غير المتناسب هو عمل مبارك.”
من جهته، أشار المراسل العسكري للقناة 11 الصهيونية، إيتاي بلومنتال، إلى صعوبة تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة في اليمن، قائلاً “إسرائيل تعمل لاغتيال مسؤولين حوثيين، لكن هل نعرف أماكن وجودهم؟ لست متأكدًا. عمليًا، لدينا صعوبة في العثور على أهداف نوعية هناك، ونعاود ضرب الأهداف نفسها مرارًا. حاولنا اغتيال رئيس الأركان اليمني وفشلنا، وسنواصل محاولة اغتيال من نستطيع.”
أما مذيع القناة 14 الصهيونية، فقد أبدى قلقًا من عدم فاعلية الهجمات، مشيرًا إلى أن “إسرائيل شنّت عدة غارات على اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة الذي قصفناه خمس أو ست مرات، لكن الهجمات لم توقف الحوثيين، والسبب أننا لا نملك بنية تحتية كافية لضربها بفعالية.”
وفي مؤشر على حجم العجز العسكري، كشف مراقبون صهاينة أن جيش الاحتلال بات يعتمد أكثر على الطائرات المسيّرة بدلًا من الحربية، خشية إسقاطها من قِبَل الدفاعات اليمنية.
وقال أمير أفيفي، القائد السابق لفرقة غزة في جيش الاحتلال “شهدنا هجومًا غير مألوف في اليمن باستخدام طائرات مسيّرة، وهو يختلف عما رأيناه سابقًا. الجيش بدأ باستخدام تكنولوجيا متطورة لمواجهة إيران والحوثيين، وهذه الظاهرة ستتوسع وتصبح أكثر فاعلية.”
أما عميت آسا، المسؤول السابق في جهاز “الشاباك”، فرأى أن “ما يجري هو حرب استنزاف، والولايات المتحدة مطالبة بتغيير موقفها من إيران، لأن التهديد الحوثي هو امتداد لضربات إيران. الرد العسكري الإسرائيلي يجب أن يستمر، وإلا ستتواصل حرب الاستنزاف ضدنا.”
وأكّد خبراء عسكريون صهاينة أن “تل أبيب” تستعين بأراضي دول مجاورة لليمن لإطلاق طائراتها المسيّرة لضرب أهداف داخل اليمن، دون الكشف عن أسماء هذه الدول، في محاولة للالتفاف على الجغرافيا الصعبة للساحة اليمنية.
المصدر: موقع المنار