الثلاثاء   
   23 07 2025   
   26 محرم 1447   
   بيروت 02:25

مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية في قناة المنار ليوم الثلاثاء 22-7-2025

في بورصةِ التصريحاتِ المتغيرةِ بينَ الامسِ واليوم، أطلَّ الواعظُ الاميركيُ توم براك من على منبرِ عينِ التينة داعياً اللبنانيينَ للتحلي بالامل، دونَ ان تضعَ بلادُه ايَ مدماكٍ له، لا في لبنانَ ولا في عمومِ المنطقة.

على العمومِ فانَ ما قيلَ على عهدةِ القائلِ بانَ اميركا لن تتخلى عن لبنانَ، وانها مستمرةٌ بالعمل. وايُ عملٍ اذا كانت واشنطن لا تستطيعُ ان تُرغمَ اسرائيلَ على القيامِ بايِّ شيءٍ كما قالَ براك نفسُه بالامس.

وما قالَه اليومَ من عينِ التينة اِنَ لقاءَه مع الرئيسِ نبيه بري كانَ ممتازا، امّا ما سمِعَهُ من الرئيسِ بري فهو الموقفُ اللبنانيُ الموحدُ بانَ هناكَ اتّفاقاً لوقفِ اطلاقِ النارِ قد التزمَ به لبنانُ ولا يزال ، واسرائيلُ لم تَفعل، والمطلوبُ أن تلتزمَ به. المطلوبُ هذا – هو الضماناتُ التي يتحدثُ عنها لبنان، وقال براك اِنَ المشكلةَ ليست بالضمانات. فاينَ اذاً المشكلة؟ هل يريدُنا ان نُصدِّقَ النوايا الاسرائيلية؟ او نَركنَ الى كلامه المُتَقَلِّب بينَ يومٍ وآخرَ ومنبرٍ وآخرَ ومعه عمومُ تصريحاتِ الادارةِ الاميركية؟

موقفُ لبنانَ الموحدُ سمعَه براك اينما توجهَ بينَ المقراتِ الرئاسيةِ الثلاثة، وقائمٌ على كلِّ ايجابيةٍ وتعاونٍ والتزامٍ من لبنان، وهو ما يقولُ براك عندَ كلِّ زيارةٍ اِنه يَتَفَهَّمُه.

امّا من لم ولن يَفهمَ معنى الموقفِ الوطنيِّ الموحّدِ الذي يريدُ ان يحافظَ على سيادةِ وكرامةِ ومستقبلِ لبنانَ فهو قائدُ القواتِ سمير جعجع، العازفُ نشازاً على الدوام، السابقُ للتصريحاتِ الاسرائيليةِ برفضِه الموقفَ اللبنانيَ شكلاً ومضموناً، مهاجماً في تغريدتِه الرؤساءَ الثلاثةَ ومنتقداً ردَّ الدولةِ على المقترحاتِ الاميركية، معتبراً انه يتماهَى مع ما كانَ يريدُه حزبُ الله.

فماذا يقالُ عن موقفٍ كهذا من لبنانيٍّ قررَ الاصطفافَ علناً مع الصهيونيِّ والاميركيِّ ضدَّ موقفِ بلادِه الرسميّ؟ بل اضافَ اليه التهويلَ بالمآسي والويلات..

وايُّ مآسٍ يُهددونَ بها اكبرُ مما تعيشُه مِنطقتُنا اليوم، وعلى رأسِها مجاعةُ غزةَ التي تَفتِكُ بعمومِ اهلِ القطاعِ ولا من يتحركُ لنَجدةِ اطفالٍ يتساقطونَ جوعاً ونساءٍ وكبارٍ يَنتظرونَ قدَرَهم، على مرأى ومسمعِ امةٍ مُتخَمةٍ الا من النخوةِ والشرف..

المصدر: قناة المنار