نفّذت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية المسلحة غارتين جديدتين، اليوم الأربعاء، استهدفت الأولى بلدة عين بعال في قضاء صور، ما أدى إلى استشهاد مواطن إثر إصابة مباشرة لسيارته.
أما الغارة الثانية فاستهدفت بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل، وأدّت إلى استشهاد مواطن آخر، بعد استهدافه بشكل مباشر أثناء توقفه بجانب إحدى الآليات العاملة في رفع الأنقاض، قرب جرافة، ما أسفر أيضًا عن تضرّر سيارة كانت في المكان. وقد تبين لاحقًا أن الاستهداف كان موجّهًا بشكل مباشر إلى المواطن.
وفي سياق الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، سجل تحليق لطائرة استطلاع إسرائيلية في أجواء بلدة كفرشوبا، ألقت خلالها عددًا من القنابل شرق البلدة. كما دوّت في الساعات الأخيرة أصوات انفجارات قوية في مختلف أنحاء المنطقة الحدودية، بالتزامن مع تحليق متواصل للطائرات الحربية الإسرائيلية فوق عدد من القرى الجنوبية.
وتبين لاحقًا أن هذه الأصوات ناتجة عن مناورة عسكرية ينفذها جيش الاحتلال في مناطق واسعة من الجليل، حيث ترددت أصداء القذائف والانفجارات من عمق الأراضي المحتلة إلى داخل الأراضي اللبنانية.
وتُضاف هذه الاعتداءات إلى سلسلة من الانتهاكات التي شهدها جنوب لبنان يوم أمس، والتي بلغ عددها نحو ستة، ليرتفع مجموع الاعتداءات منذ ظهر الثلاثاء حتى ظهر الأربعاء إلى ما يقارب عشرة اعتداءات جوية.
ويُشار إلى أن الطائرات المسيّرة المسلحة لا تغادر أجواء الجنوب اللبناني، حيث تُسجَّل خروقات متواصلة للسيادة اللبنانية، تتفاوت حدتها بين ساعة وأخرى، وتتراوح مهماتها بين عمليات رصد استخباري وتنفيذ غارات مباشرة، كما حصل اليوم في بلدتي عين بعال وياطر.
ويوم أمس الثلاثاء، نفذ الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة اعتداءات متفرقة على مناطق عدة في جنوب لبنان، مستخدمًا الطيران المسيّر والمدفعية والذخائر الحيّة.
فقد استهدف طيران مسيّر تابع للاحتلال دراجة نارية في بلدة المنصوري الساحلية، دون أن تتضح على الفور حصيلة الاستهداف. وفي بلدة كفركلا، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحيّ من دشمة مستحدثة قرب الجدار الحدودي داخل الأراضي اللبنانية باتجاه عدد من أحياء البلدة، بالتزامن مع انفجار قنبلة ألقتها طائرة استطلاع إسرائيلية في المنطقة نفسها.
وفي محيط كفرشوبا، قصفت مدفعية الاحتلال منطقة عزراييل، بينما أطلق موقع السماقة العسكري الإسرائيلي النار باتجاه أطراف البلدة، في تصعيد متكرر تشهده المنطقة منذ أسابيع.
وعند ساحل رأس الناقورة، ألقت طائرة استطلاع معادية قنبلة باتجاه مجموعة من الصيادين، تلتها قنبلة ثانية بعد وقت قصير، ما أدى إلى تضرر آلية من نوع “رابيد” من دون وقوع إصابات بشرية.
كما ألقت محلقات إسرائيلية ثلاث قنابل صوتية في بلدتي البستان ويارين، في سياق الاستفزازات المتواصلة التي تستهدف المناطق الجنوبية.
وتأتي هذه التطورات ضمن سلسلة من الاعتداءات الجوية والمدفعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بشكل متكرر على مناطق الجنوب اللبناني، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، بعد عدوان استمر 66 يومًا وخلّف خسائر بشرية ومادية جسيمة في القرى الحدودية اللبنانية.
ورغم الاتفاق، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الحين تنفيذ عمليات قصف وغارات جوية بشكل متقطع، في خروقات صريحة للهدنة، ولسيادة لبنان، وللقرار الدولي 1701. وفي موازاة ذلك، يُسجَّل غياب أي تحرك فعّال من قبل اللجنة المعنية بمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.
وتواجه هذه اللجنة انتقادات متزايدة في لبنان بسبب ما يُعتبر “صمتًا مستمرًا” حيال اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، وعدم اتخاذها إجراءات عملية أو إصدار بيانات إدانة علنية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول جدوى آليات المراقبة القائمة.
المصدر: موقع المنار