الثلاثاء   
   07 10 2025   
   14 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 17:23

وقف إطلاق نار شامل بين الأكراد والسلطات الانتقالية في سوريا بعد مواجهات دامية في حلب

أعلنت دمشق، الثلاثاء، عن وقف شامل لإطلاق النار مع الأكراد في شمال وشمال شرق البلاد، وذلك عقب لقاء جمع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بالرئيس الانتقالي أحمد الشرع في العاصمة السورية، غداة مواجهات مسلحة بين قوات حكومية وأخرى كردية في مدينة حلب، أسفرت عن مقتل شخصين.

ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الخلافات بين السلطات الانتقالية والإدارة الذاتية الكردية، والتي عطّلت تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه في آذار/مارس الماضي، يتضمّن بنودًا تتعلق بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية ضمن مؤسسات الدولة السورية.

وقال وزير الدفاع مرهف أبو قصرة في منشور على منصة “إكس”: “التقيت قبل قليل بالسيد مظلوم عبدي في العاصمة دمشق، واتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار في جميع المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ الاتفاق فورًا”.

وأفاد مصدر حكومي بأن اللقاء بين عبدي وأبو قصرة جاء عقب اجتماع عبدي مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، وقائد القيادة الوسطى الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) براد كوبر، مشيرًا إلى أن الاجتماع تناول قضايا أمنية متعلقة باتفاق العاشر من آذار.

وكان المبعوث الأميركي توم باراك قد أعلن، الاثنين، عن لقائه مظلوم عبدي في شمال شرق سوريا، مؤكداً أن المحادثات تناولت “قضايا مهمة” بحضور براد كوبر، فيما أوضح عبدي لاحقًا أن النقاشات شملت سبل دعم التكامل السياسي في سوريا، والحفاظ على وحدة أراضيها، وضمان بيئة آمنة لجميع مكونات الشعب السوري، إلى جانب استمرار الجهود المشتركة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي مدينة حلب، دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ فجر الثلاثاء، بعد تصعيد مسلح شهدته أحياء الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية، حيث قُتل عنصر أمن ومدني. واتهمت دمشق القوات الكردية بقصف الحيين، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات وزارة الدفاع ردّت بقصف مماثل استخدمت خلاله طائرات مسيّرة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة ونزوح عشرات العائلات.

وأكد مصدر أمني سوري لوكالة “فرانس برس” أن السلطات “ملتزمة بقرار وقف إطلاق النار ما لم يُخرق من الطرف الآخر”، فيما نقل التلفزيون الرسمي أن الاشتباكات توقفت بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

في المقابل، نفت قوات سوريا الديمقراطية شنّ أي هجوم على القوات الحكومية، مشيرة في بيان إلى أن ما حدث هو “نتيجة لاستفزازات فصائل الحكومة المؤقتة ومحاولاتها التوغّل بالدبابات”، مؤكدة أن الأهالي في الحيين “يدافعون عن أنفسهم إلى جانب قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التي تؤدي واجبها في حماية المدنيين وحفظ الأمن والاستقرار”.

ويُذكر أن قوات السلطات الانتقالية تسيطر على مدينة حلب منذ سقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر 2024، بينما تحتفظ القوات الكردية بسيطرتها على حيي الشيخ مقصود والأشرفية رغم انسحابها رسميًا في نيسان/أبريل الماضي بموجب اتفاق مع دمشق.

ويتمحور الخلاف بين الجانبين حول مطلب الأكراد بنظام لامركزي موسّع يضمن استقلالية نسبية للإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سوريا، في حين تؤكد السلطات الانتقالية تمسكها بـ”وحدة الدولة السورية ورفض أي شكل من أشكال الفدرالية”.

ومنذ تسلّم السلطات الجديدة الحكم في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وجهت الإدارة الذاتية انتقادات متكررة لقراراتها، شملت الإعلان الدستوري، وتشكيل الحكومة، وصولًا إلى انتخابات مجلس الشعب التي جرت مؤخرًا دون إشراك محافظات الرقة والحسكة والسويداء، ما زاد من توتر العلاقة بين الطرفين رغم الجهود المحلية والدولية لاحتواء الخلاف.

المصدر: أ.ف.ب.